الاثنين، 30 ديسمبر 2013

المفاضلة بين التهليل والتسبيح


قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11/206-208): 

والمراد بقوله: ((وإن كانت مثل زبد البحر)) الكناية عن المبالغة في الكثرة، قال عياض: قوله: ((حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) مع قوله في التهليل: ((محيت عنه مائة سيئة)) قد يشعر بأفضلية التسبيح على التهليل؛ لأن عدد زبد البحر أضعاف أضعاف المائة. لكن تقدم في التهليل ((ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به)) فيحتمل أن يجمع بينهما، بأن يكون التهليل أفضل، وأنه بما زيد من رفع الدرجات، وكتب الحسنات، ثم ما جعل مع ذلك من فضل عتق الرقاب قد يزيد على فضل التسبيح، وتكفيره جميع الخطايا؛ لأنه قد جاء ((من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار)) فحصل بهذا العتق تكفير جميع الخطايا عموما، بعد حصر ما عدد منها خصوصا، مع زيادة مائة درجة، وما زاده عتق الرقاب الزيادة على الواحدة، ويؤيده الحديث الآخر ((أفضل الذكر التهليل)) وأنه أفضل ما قاله والنبيون من قبله، وهو كلمة التوحيد والإخلاص، وقيل: إنه اسم الله الأعظم. وقد مضى شرح التسبيح، وأنه التنزيه عما لا يليق بالله، وذلك داخل في ضمن (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) انتهى ملخصا.


الأحد، 29 ديسمبر 2013

بضع وعشرون مفسدة للبدع



بضع وعشرون مفسدة للبدع ذكرها ابن القيم في مدارج السالكين (1/223):


الأولى: مناقضتها للدين.

الثانية:دفعها لما بعث الله به رسوله صلى الله عليه و سلم.

الثالثة:أن صاحبها لا يتوب منها ولا يرجع عنها.

الرابعة:أن صاحبها يدعو الخلق إليها.

الخامسة:تضمنها القول على الله بلا علم.

السادسة:معاداة صريح السنة.

السابعة:معاداة أهل السنة.

الثامنة:الاجتهاد في إطفاء نور السنة.

التاسعة:تولية من عزله الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

العاشرة:عزل من ولاه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

الحادية عشرة:اعتبار مارده الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

الثانية عشرة:رد ما اعتبره الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

الثالثة عشرة:موالاة من عاداه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

الرابعة عشرة:معاداة من والاه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

الخامسة عشرة:إثبات ما نفاه الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

السادسة عشرة:نفي ما أثبته الله ورسوله صلى الله عليه و سلم.

السابعة عشرة:تكذيب الصادق.

الثامنة عشرة:تصديق الكاذب.

التاسعة عشرة:معارضة الحق بالباطل.

العشرون:قلب الحقائق بجعل الحق باطلا والباطل حقا.

الواحدة و العشرون:الإلحاد في دين الله.

الثانية و العشرون:تعمية الحق على القلوب.

الثالثة و العشرون:طلب العوج لصراط الله المستقيم.

الرابعة و العشرون:فتح باب تبديل الدين جملة.



الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

[[ كلمات أفضل من إكتناز الذهب والفضة ]]


قال شداد بن أوس رضي اللّه عنه :
قال لي رسول اللّه ﷺ :

يا شداد بن أوس !
إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة
فأكثر هؤلاء الكلمات :

اللهم إني أسألك
الثبات في الأمر
والعزيمة على الرشد

وأسألك
موجبات رحمتك
وعزائم مغفرتك

وأسألك :
شكر نعمتك
وحسن عبادتك

وأسألك :
قلبا سليما
ولسانا صادقا

وأسألك :
من خير ما تعلم

وأعوذ بك
من شر ما تعلم

وأستغفرك
لما تعلم

إنك أنت علام الغيوب .


[السلسلة الصحيحة] (3228)

 

 

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

فوائد سلفية








فائدة نادرة في تفسير ءاية - الشيخ العثيمين

بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله الجميع:

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿البقرة: ٢١٠﴾.

قوله هَلْ يَنْظُرُونَ:
هل: استفهام بمعنى النفي؛
يعني: ما ينظرون، و كلما وجدت (إلا) بعد الإستفهام؛ فالإستفهام يكون للنفي هذه قاعدة؛ قال النبي عليه الصلاة و السلام: أن أنت إلا أصبع دميت. رواه البخاري و مسلم عن جندب بن سفيان البجلي؛ أي ما أنت.

و معنى يَنْظُرُونَ هنا: ينتظرون؛ لأنها لم تتعد بـ(إلى)؛ فلو تعدت بـ(إلى) لكان معناها النظر بالعين غالباً، أما إذا تعدت بنفسها؛ فهي بمعنى: ينتظرون. أي ما ينتظر هؤلاء المكذبون ألا أن يأتيهم الله في ظلل من الغام، و ذلك في يوم القيامة.

أقول:
و الآن أنقل لكم الفائدة النادرة التي قد تخفى حتى على بعض طلبة العلم فقال رحمه الله:
(يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ)؛ و (في) هنا بمعنى (مع)؛ فهي للمصاحبة، و ليست للظرفية قطعاً؛ لأنها لو كانت للظرفية؛ لكانت الظلل محيطة بالله، و معلوم أن الله تعالى واسع عليم، و لا يحيط به شيء من مخلوقاته.

فـ(فِي ظُلَلٍ)؛ أي: مع ظلل؛ فإن الله عند نزوله جل و علا للفصل بين عباده (تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ): غمام أبيض؛ ظلل عظيمة؛ لمجيء الله تبارك و تعالى.
و قوله: (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ): الغمام قال العلماء: إنه السحاب الأبيض؛ كما قال الله تعالى ممتناً على بني إسرائيل: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ)؛ و السحاب الأبيض يُبقي الجو مستنيرا؛ بخلاف الأسود و الأحمر؛ فإنه تحصل به الظلمة، و هو أجمل منظراً اهـ.

رَحِم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي فُتح له باب الفقه فكأن الكتب كلها أمامه يختار منها ما يشاء عندما يريد الكلام و البيان.

و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم