1- فَيَا سَائِلًا عَنْ مَنْهَجِ الْـحَقِّ يَبْتَغِي *** سُلُوكَ طَرِيقِ الْقَوْمِ حَقًّا وَيَسْعَدُ
2- تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَا قَدْ نَظَمْتُهُ *** تَأَمُّلَ مَنْ قَدْ كَانَ لِلْحَقِّ يَقْصِدُ
3- نُقِرُّ بِأَنَّ اللهَ لَا رَبَّ غَيْرُهُ *** إِلَـٰـهٌ عَلَى الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مُمجَّدُ
4- وَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ مَعْبُودُنَا الَّذِي *** نُخَصِّصُهُ بِالحُبِّ ذُلّاً وَنُفْرِدُ
5- فلِلَّهِ كُلُّ الْـحَمْدِ وَالْـمَجْدِ وَالثَّنَا *** فَمِنْ أَجْلِ ذَا كُلٌّ إِلَى اللهِ يَقْصُدُ
6- تُسبِّحهُ الْأَمْلَاكُ وَالْأَرْضُ وَالسَّمَا *** وَكُلُّ جَمِيعِ الْـخَلْقِ حَقًّا وَتَحْمَدُ
7- تَنَزَّهَ عَنْ نِدٍّ وَكُفْءٍ مُمَاثِلٍ *** وَعَنْ وَصْفِ ذِي النُّقْصَانِ جَلَّ الـمُوَحَّدُ
8- وَنُثْبِتُ أَخْبَارَ الصِّفَاتِ جَمِيعَهَا *** وَنَبْرَأُ مِنْ تَأْوِيلِ مَنْ كَانَ يَجْحَدُ
9- فَلَيْسَ يُطِيقُ الْعَقْلُ كُنْهَ صِفَاتِهِ *** فسَلِّمْ لِـمَا قَالَ الرَّسُولُ مُحَمَّدُ
10- هُوَ الصَّمَدُ الْعَالِي لِعِظْمِ صِفَاتِهِ *** وَكُلُّ جَمِيعِ الْـخَلْقِ للهِ يَصْمُدُ
11- عَلِىٌّ عَلَا ذَاتًا وَقَدْرًا وَقَهْرُهُ *** قَرِيبٌ مُجِيبٌ بِالوَرَى مُتَوَدِّدُ
12- هُوَ الـْحَيُّ وَالْقَيُّومُ ذُو الْجُودِ وَالْغِنَى *** وَكُلُّ صِفَاتِ الْحَمْدِ للهِ تُسْنَدُ
13- أَحَاطَ بِكُلِّ الْخَلْقِ عِلْمًا وَقُدْرَةً *** وَبِرًّا وَإِحْسَانًا فَإِيَّاهُ نَعْبُدُ
14- وَيُبْصِـرُ ذَرَّاتِ الْعَوَالِمِ كُلَّهَا *** وَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْعِبَادِ وَيَشْهَدُ
15- لَهُ الْـمُلْكُ وَالْحَمْدُ الْـمُحِيطُ بِمُلْكِهِ *** وَحِكْمَتُهُ الْعُظْمَى بِهَا الْخَلْقُ تَشْهَدُ
16- وَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِي الدُّجَى *** كَمَا قَالَهُ الْـمَبْعُوثُ بِالحَقِّ أَحْمَدُ
17- وَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ رُسْلَهُ *** بِآيَاتِهِ لِلْخَلْقِ تَهْدِي وَتُرْشِدُ
18- وَفَاضَلَ بَيْنَ الرُّسْلِ وَالْخَلْقِ كُلِّهِمْ *** بِحِكْمَتِهِ جَلَّ العَظِيمُ الْـمُوَحَّدُ
19- فَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَا *** نَبِيُّ الهُدَى وَالعَالَـمِينَ مُحَمَّدُ
20- وَخَصَّ لَهُ الرَّحمٰنُ أَصْحَابَهُ الأُلَى *** أَقَامُوا الْهُدَى وَالدِّينَ حَقًّا وَمَهَّدُوا
21- فَحُبُّ جَمِيعِ الآلِ وَالصَّحْبِ عِنْدَنَا *** مَعَاشِرَ أَهْلِ الْحَقِّ فَرْضٌ مُؤَكَّدُ
22- وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّ كَلَامَهُ *** هُوَ اللَّفْظُ وَالمَعْنَى جَمِيعًا مُجَوَّدُ
23- وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَأَنَّى لِخَلْقِهِ *** بِقَوْلٍ كَقَوْلِ اللهِ إِذْ هُوَ أَمْجَدُ
24- وَنَشْهَدُ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّـرَّ كُلَّهُ *** بِتَقْدِيرِهِ وَالْعَبْدُ يَسْعَى وَيَجْهَدُ
25- وَإِيمَانُنَا قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَنِيَّةٌ *** مِنَ الْخَيْرِ وَالطَّاعَاتِ فِيهَا نُقَيِّدُ
26- وَيَزْدَادُ بِالطَّاعَاتِ مَعْ تَرْكِ مَا نَهَى *** وَيَنْقُصُ بِالعِصْيَانِ جَزْمًا وَيَفْسُدُ
27- نُقِرُّ بِأَحْوَالِ القِيَامَةِ كُلِّهَا *** وَمَا اشْتَمَلَتْهُ الدَّارُ حَقًّا وَنَشْهَدُ
28- تَفَكَّرْ بِآثَارِ العَظِيمِ وَمَا حَوَتْ *** مَمَالِكُهُ العُظْمَى لَعَلَّكَ تَرْشُدُ
29- أَلَمْ تَرَ هَٰذَا اللَّيْلَ إِذْ جَاءَ مُظْلِمًا *** فَأَعْقَبَهُ جَيْشٌ مِنَ الصُّبْحِ يَطْرُدُ
30- تَأَمَّلْ بِأَرْجَاءِ السَّمَاءِ جَمِيعِهَا *** كَوَاكِبُهَا وَقَّادَةٌ تَتَرَدَّدُ
31- أَلَيْسَ لِهَذَا مُحدِثٌ مُتَصَـرِّفٌ *** حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَاحِدٌ مُتَفَرِّدُ
32- بَلَى وَالَّذِي بِالحقِّ أَتْقَنَ صُنْعَهَا *** وَأَوْدَعَهَا الأَسْرَارَ للهِ تَشْهَدُ
33- وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِـمَنْ كَانَ مُوقِنًا *** وَمَا تَنْفَعُ الْآيَاتُ مَنْ كَانَ يَجْحَدُ
34- وَفِي النَّفْسِ آيَاتٌ وَفِيهَا عَجَائِبٌ *** بِهَا يُعْرَفُ اللهُ العَظِيمُ وَيُعْبَدُ
35- لَقَدْ قَامَتِ الْآيَاتُ تَشْهَدُ أَنَّهُ *** إِلَٰهٌ عَظِيمٌ فَضْلُهُ لَيْسَ يَنْفَدُ
36- فَمَنْ كَانَ مِنْ غَرْسِ الْإِلَهِ أَجَابَهُ *** وَلَيْسَ لِـمَـنْ وَلَّـى وَأَدْبَـرَ مُسْعِـدُ
37- عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي فِعْلِ أَمْرِهِ *** وَتَجْتَنِبُ الْـمَنْـهِيَّ عَنْهُ وَتُبْعِدُ
38- وَكُنْ مُخْلِصًا للهِ وَاحْذَرْ مِنَ الرِّيَا *** وَتَابِعْ رَسُولَ اللهِ إِنْ كُنْتَ تَعْبُدُ
39- تَوَكَّلْ عَلَى الرَّحمٰنِ حَقًّا وَثِقْ بِهِ *** لِيَكْفِيكَ مَا يُغْنِيكَ حَقًّا وَتَرْشُدُ
40- تَصَبَّرْ عَنِ العِصْيَانِ وَاصْبِرْ لِـحُكْمِهِ *** وَصَابِرْ عَلَى الطَّاعَاتِ عَلَّكَ تَسْعَدُ
41- وَكُنْ سَائِرًا بَيْنَ الْـمَخَافَةِ وَالرَّجَا *** هُمَا كَجَنَاحَيْ طَائِرٍ حِينَ تَقْصِدُ
42- وَقَلْبَكَ طَهِّرْهُ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ *** وَكُنْ أَبَدًا عَنْ عَيْبِهِ تَتَفَقَّدُ
43- وَجَمِّلْ بِنُصْحِ الْخَلْقِ قَلْبَكَ إِنَّهُ *** لَأَعْلَى جَمَالٍ لِلْقُلُوبِ وَأَجْوَدُ
44- وَصَاحِبْ إِذَا صَاحَبْتَ كُلَّ مُوَفَّقٍ *** يَقُودُكَ لِلْخَيْرَاتِ نُصْحًا وَيُرْشِدُ
45- وَإِيَّاكَ وَالْـمَرْءَ الَّذِي إِنْ صَحِبْتَهُ *** خَسِـرْتَ خَسَارًا لَيْسَ فِيهِ تَرَدُّدُ
46- خُذِ العَفْوَ مِنَ أَخْلَاقِ مَنْ قَدْ صَحِبْتَهُ *** كَمَا يَأْمُرُ الرَّحْمَنُ فِيهِ وَيُرْشِدُ
47- تَرَحَّلْ عَنِ الدُّنْيَا فَلَيْسَتْ إِقَامَةً *** وَلَكِنَّهَا زَادٌ لِـمَـنْ يَتَزَوَّدُ
48- وَكُنْ سَالِكًا طُرْقَ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا *** إِلَى المَنْزِلِ البَاقِي الَّذِي لَيْسَ يَنْفَدُ
49- وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ *** فَلَيْسَ لِذِكْرِ اللهِ وَقْتٌ مُقَيَّدُ
50- فَذِكْرُ إِلٰهِ الْعَرْشِ سِرًّا وَمُعْلَنًا *** يُزِيلُ الشَّقَا وَالهَمَّ عَنْكَ وَيَطْرُدُ
51- وَيَجْلِبُ لِلْخَيْرَاتِ دُنْيًا وَآجِلًا *** وَإِنْ يَأْتِكَ الْوَسْوَاسُ يَوْمًا يُشَـرِّدُ
52- فَقَدْ أَخْبَرَ المُخْتَارُ يَوْمًا لِصَحْبِهِ *** بِأَنَّ كَثِيرَ الذِّكْرِ فِي السَّبْقِ مُفْرِدُ
53- وَوَصَّى مُعَاذًا يَسْتَعِينُ إِلٰـهَهُ *** عَلَى ذِكْرِهِ وَالشُّكْرِ بِالْحُسْنِ يَعْبُدُ
54- وَأَوْصَى لِشَخْصٍ قَدْ أَتَى لِنَصِيحَةٍ *** وَقَدْ كَانَ فِي حَمْلِ الشَّـرَائِعِ يَجْهَدُ
55- بِأَنْ لَا يَزَلْ رَطْبًا لِسَانُكَ هٰذِهِ *** تُعِينُ عَلَى كُلِّ الْأُمُورِ وَتُسْعِدُ
56- وَأَخْبَرَ أَنَّ الذِّكْرَ غَرْسٌ لِأَهْلِهِ *** بِجَنَّاتِ عَدْنٍ وَالمَسَاكِنُ تُمْهَدُ
57- وَأَخْبَرَ أَنَّ اللهَ يَذْكُرُ عَبْدَهُ *** وَمَعْهُ عَلَى كُلِّ الْأُمُورِ يُسَدِّدُ
58- وَأَخْبَرَ أَنَّ الذِّكْرَ يَبْقَى بِجَنَّةٍ *** وَيَنْقَطِعُ التَّكْلِيفُ حِينَ يُخَلَّدُوا
59- وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذِكْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ *** طَرِيقٌ إِلَى حُبِّ الْإِلَهِ وَمُرْشِدُ
60- وَيَنْهَى الفَتَى عَنْ غِيبَةٍ وَنَمِيمَةٍ *** وَعَنْ كُلِّ قَوْلٍ لِلدِّيَانَةِ مُفْسِدُ
61- لَكَانَ لَنَا حَظٌّ عَظِيمٌ وَرَغْبَةٌ *** بِكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ نِعْمَ المُوَحَّدُ
62- وَلَكِنَّنَا مِنْ جَهْلِنَا قَلَّ ذِكْرُنَا *** كَمَا قَلَّ مِنَّا لِلْإِلَهِ التَّعَبُّدُ
63- وَسَلْ رَبَّكَ التَّوْفِيقَ وَالفَوْزَ دَائِمًا *** فَمَا خَابَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَقْصِدُ
64- وَصَلِّ إِلٰهِي مَعْ سَلَامٍ وَرَحْمَةٍ *** عَلَى خَيْرِ مَنْ قَدْ كَانَ لِلْخَلْقِ يُرْشِدُ
65- وَآلٍ وَأَصْحَابٍ وَمَنْ كَانَ تَابِعًا *** صَلَاةً وَتَسْلِيمًا يَدُومُ وَيَخْلُدُ
تَمَّت
غفر الله لكاتبها وناظمها وقارئها ومن قال: آمين, وجميع المسلمين.
وصلَّى اللهُ على محمدٍ 1345هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق