الأحد، 25 أغسطس 2013

منظومة " منهج الحق " في العقيدة والأخلاق - العلامة السعدي




1- فَيَا سَائِلًا عَنْ مَنْهَجِ الْـحَقِّ يَبْتَغِي *** سُلُوكَ طَرِيقِ الْقَوْمِ حَقًّا وَيَسْعَدُ

2- تأمَّلْ هَدَاكَ اللهُ مَا قَدْ نَظَمْتُهُ *** تَأَمُّلَ مَنْ قَدْ كَانَ لِلْحَقِّ يَقْصِدُ

3- نُقِرُّ بِأَنَّ اللهَ لَا رَبَّ غَيْرُهُ *** إِلَـٰـهٌ عَلَى الْعَرْشِ الْعَظِيمِ مُمجَّدُ

4- وَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ مَعْبُودُنَا الَّذِي *** نُخَصِّصُهُ بِالحُبِّ ذُلّاً وَنُفْرِدُ

5- فلِلَّهِ كُلُّ الْـحَمْدِ وَالْـمَجْدِ وَالثَّنَا *** فَمِنْ أَجْلِ ذَا كُلٌّ إِلَى اللهِ يَقْصُدُ

6- تُسبِّحهُ الْأَمْلَاكُ وَالْأَرْضُ وَالسَّمَا *** وَكُلُّ جَمِيعِ الْـخَلْقِ حَقًّا وَتَحْمَدُ

7- تَنَزَّهَ عَنْ نِدٍّ وَكُفْءٍ مُمَاثِلٍ *** وَعَنْ وَصْفِ ذِي النُّقْصَانِ جَلَّ الـمُوَحَّدُ

8- وَنُثْبِتُ أَخْبَارَ الصِّفَاتِ جَمِيعَهَا *** وَنَبْرَأُ مِنْ تَأْوِيلِ مَنْ كَانَ يَجْحَدُ

9- فَلَيْسَ يُطِيقُ الْعَقْلُ كُنْهَ صِفَاتِهِ *** فسَلِّمْ لِـمَا قَالَ الرَّسُولُ مُحَمَّدُ

10- هُوَ الصَّمَدُ الْعَالِي لِعِظْمِ صِفَاتِهِ *** وَكُلُّ جَمِيعِ الْـخَلْقِ للهِ يَصْمُدُ

11- عَلِىٌّ عَلَا ذَاتًا وَقَدْرًا وَقَهْرُهُ *** قَرِيبٌ مُجِيبٌ بِالوَرَى مُتَوَدِّدُ

12- هُوَ الـْحَيُّ وَالْقَيُّومُ ذُو الْجُودِ وَالْغِنَى *** وَكُلُّ صِفَاتِ الْحَمْدِ للهِ تُسْنَدُ

13- أَحَاطَ بِكُلِّ الْخَلْقِ عِلْمًا وَقُدْرَةً *** وَبِرًّا وَإِحْسَانًا فَإِيَّاهُ نَعْبُدُ

14- وَيُبْصِـرُ ذَرَّاتِ الْعَوَالِمِ كُلَّهَا *** وَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ الْعِبَادِ وَيَشْهَدُ

15- لَهُ الْـمُلْكُ وَالْحَمْدُ الْـمُحِيطُ بِمُلْكِهِ *** وَحِكْمَتُهُ الْعُظْمَى بِهَا الْخَلْقُ تَشْهَدُ

16- وَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِي الدُّجَى *** كَمَا قَالَهُ الْـمَبْعُوثُ بِالحَقِّ أَحْمَدُ

17- وَنَشْهَدُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَ رُسْلَهُ *** بِآيَاتِهِ لِلْخَلْقِ تَهْدِي وَتُرْشِدُ

18- وَفَاضَلَ بَيْنَ الرُّسْلِ وَالْخَلْقِ كُلِّهِمْ *** بِحِكْمَتِهِ جَلَّ العَظِيمُ الْـمُوَحَّدُ

19- فَأَفْضَلُ خَلْقِ اللهِ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَا *** نَبِيُّ الهُدَى وَالعَالَـمِينَ مُحَمَّدُ

20- وَخَصَّ لَهُ الرَّحمٰنُ أَصْحَابَهُ الأُلَى *** أَقَامُوا الْهُدَى وَالدِّينَ حَقًّا وَمَهَّدُوا

21- فَحُبُّ جَمِيعِ الآلِ وَالصَّحْبِ عِنْدَنَا *** مَعَاشِرَ أَهْلِ الْحَقِّ فَرْضٌ مُؤَكَّدُ

22- وَمِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّ كَلَامَهُ *** هُوَ اللَّفْظُ وَالمَعْنَى جَمِيعًا مُجَوَّدُ

23- وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ وَأَنَّى لِخَلْقِهِ *** بِقَوْلٍ كَقَوْلِ اللهِ إِذْ هُوَ أَمْجَدُ

24- وَنَشْهَدُ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّـرَّ كُلَّهُ *** بِتَقْدِيرِهِ وَالْعَبْدُ يَسْعَى وَيَجْهَدُ

25- وَإِيمَانُنَا قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَنِيَّةٌ *** مِنَ الْخَيْرِ وَالطَّاعَاتِ فِيهَا نُقَيِّدُ

26- وَيَزْدَادُ بِالطَّاعَاتِ مَعْ تَرْكِ مَا نَهَى *** وَيَنْقُصُ بِالعِصْيَانِ جَزْمًا وَيَفْسُدُ

27- نُقِرُّ بِأَحْوَالِ القِيَامَةِ كُلِّهَا *** وَمَا اشْتَمَلَتْهُ الدَّارُ حَقًّا وَنَشْهَدُ

28- تَفَكَّرْ بِآثَارِ العَظِيمِ وَمَا حَوَتْ *** مَمَالِكُهُ العُظْمَى لَعَلَّكَ تَرْشُدُ

29- أَلَمْ تَرَ هَٰذَا اللَّيْلَ إِذْ جَاءَ مُظْلِمًا *** فَأَعْقَبَهُ جَيْشٌ مِنَ الصُّبْحِ يَطْرُدُ

30- تَأَمَّلْ بِأَرْجَاءِ السَّمَاءِ جَمِيعِهَا *** كَوَاكِبُهَا وَقَّادَةٌ تَتَرَدَّدُ

31- أَلَيْسَ لِهَذَا مُحدِثٌ مُتَصَـرِّفٌ *** حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَاحِدٌ مُتَفَرِّدُ

32- بَلَى وَالَّذِي بِالحقِّ أَتْقَنَ صُنْعَهَا *** وَأَوْدَعَهَا الأَسْرَارَ للهِ تَشْهَدُ

33- وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِـمَنْ كَانَ مُوقِنًا *** وَمَا تَنْفَعُ الْآيَاتُ مَنْ كَانَ يَجْحَدُ

34- وَفِي النَّفْسِ آيَاتٌ وَفِيهَا عَجَائِبٌ *** بِهَا يُعْرَفُ اللهُ العَظِيمُ وَيُعْبَدُ

35- لَقَدْ قَامَتِ الْآيَاتُ تَشْهَدُ أَنَّهُ *** إِلَٰهٌ عَظِيمٌ فَضْلُهُ لَيْسَ يَنْفَدُ

36- فَمَنْ كَانَ مِنْ غَرْسِ الْإِلَهِ أَجَابَهُ *** وَلَيْسَ لِـمَـنْ وَلَّـى وَأَدْبَـرَ مُسْعِـدُ

37- عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي فِعْلِ أَمْرِهِ *** وَتَجْتَنِبُ الْـمَنْـهِيَّ عَنْهُ وَتُبْعِدُ

38- وَكُنْ مُخْلِصًا للهِ وَاحْذَرْ مِنَ الرِّيَا *** وَتَابِعْ رَسُولَ اللهِ إِنْ كُنْتَ تَعْبُدُ

39- تَوَكَّلْ عَلَى الرَّحمٰنِ حَقًّا وَثِقْ بِهِ *** لِيَكْفِيكَ مَا يُغْنِيكَ حَقًّا وَتَرْشُدُ

40- تَصَبَّرْ عَنِ العِصْيَانِ وَاصْبِرْ لِـحُكْمِهِ *** وَصَابِرْ عَلَى الطَّاعَاتِ عَلَّكَ تَسْعَدُ

41- وَكُنْ سَائِرًا بَيْنَ الْـمَخَافَةِ وَالرَّجَا *** هُمَا كَجَنَاحَيْ طَائِرٍ حِينَ تَقْصِدُ

42- وَقَلْبَكَ طَهِّرْهُ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ *** وَكُنْ أَبَدًا عَنْ عَيْبِهِ تَتَفَقَّدُ

43- وَجَمِّلْ بِنُصْحِ الْخَلْقِ قَلْبَكَ إِنَّهُ *** لَأَعْلَى جَمَالٍ لِلْقُلُوبِ وَأَجْوَدُ

44- وَصَاحِبْ إِذَا صَاحَبْتَ كُلَّ مُوَفَّقٍ *** يَقُودُكَ لِلْخَيْرَاتِ نُصْحًا وَيُرْشِدُ

45- وَإِيَّاكَ وَالْـمَرْءَ الَّذِي إِنْ صَحِبْتَهُ *** خَسِـرْتَ خَسَارًا لَيْسَ فِيهِ تَرَدُّدُ

46- خُذِ العَفْوَ مِنَ أَخْلَاقِ مَنْ قَدْ صَحِبْتَهُ *** كَمَا يَأْمُرُ الرَّحْمَنُ فِيهِ وَيُرْشِدُ

47- تَرَحَّلْ عَنِ الدُّنْيَا فَلَيْسَتْ إِقَامَةً *** وَلَكِنَّهَا زَادٌ لِـمَـنْ يَتَزَوَّدُ

48- وَكُنْ سَالِكًا طُرْقَ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا *** إِلَى المَنْزِلِ البَاقِي الَّذِي لَيْسَ يَنْفَدُ

49- وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ *** فَلَيْسَ لِذِكْرِ اللهِ وَقْتٌ مُقَيَّدُ

50- فَذِكْرُ إِلٰهِ الْعَرْشِ سِرًّا وَمُعْلَنًا *** يُزِيلُ الشَّقَا وَالهَمَّ عَنْكَ وَيَطْرُدُ

51- وَيَجْلِبُ لِلْخَيْرَاتِ دُنْيًا وَآجِلًا *** وَإِنْ يَأْتِكَ الْوَسْوَاسُ يَوْمًا يُشَـرِّدُ

52- فَقَدْ أَخْبَرَ المُخْتَارُ يَوْمًا لِصَحْبِهِ *** بِأَنَّ كَثِيرَ الذِّكْرِ فِي السَّبْقِ مُفْرِدُ

53- وَوَصَّى مُعَاذًا يَسْتَعِينُ إِلٰـهَهُ *** عَلَى ذِكْرِهِ وَالشُّكْرِ بِالْحُسْنِ يَعْبُدُ

54- وَأَوْصَى لِشَخْصٍ قَدْ أَتَى لِنَصِيحَةٍ *** وَقَدْ كَانَ فِي حَمْلِ الشَّـرَائِعِ يَجْهَدُ

55- بِأَنْ لَا يَزَلْ رَطْبًا لِسَانُكَ هٰذِهِ *** تُعِينُ عَلَى كُلِّ الْأُمُورِ وَتُسْعِدُ

56- وَأَخْبَرَ أَنَّ الذِّكْرَ غَرْسٌ لِأَهْلِهِ *** بِجَنَّاتِ عَدْنٍ وَالمَسَاكِنُ تُمْهَدُ

57- وَأَخْبَرَ أَنَّ اللهَ يَذْكُرُ عَبْدَهُ *** وَمَعْهُ عَلَى كُلِّ الْأُمُورِ يُسَدِّدُ

58- وَأَخْبَرَ أَنَّ الذِّكْرَ يَبْقَى بِجَنَّةٍ *** وَيَنْقَطِعُ التَّكْلِيفُ حِينَ يُخَلَّدُوا

59- وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذِكْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ *** طَرِيقٌ إِلَى حُبِّ الْإِلَهِ وَمُرْشِدُ

60- وَيَنْهَى الفَتَى عَنْ غِيبَةٍ وَنَمِيمَةٍ *** وَعَنْ كُلِّ قَوْلٍ لِلدِّيَانَةِ مُفْسِدُ

61- لَكَانَ لَنَا حَظٌّ عَظِيمٌ وَرَغْبَةٌ *** بِكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ نِعْمَ المُوَحَّدُ

62- وَلَكِنَّنَا مِنْ جَهْلِنَا قَلَّ ذِكْرُنَا *** كَمَا قَلَّ مِنَّا لِلْإِلَهِ التَّعَبُّدُ

63- وَسَلْ رَبَّكَ التَّوْفِيقَ وَالفَوْزَ دَائِمًا *** فَمَا خَابَ عَبْدٌ لِلْمُهَيْمِنِ يَقْصِدُ

64- وَصَلِّ إِلٰهِي مَعْ سَلَامٍ وَرَحْمَةٍ *** عَلَى خَيْرِ مَنْ قَدْ كَانَ لِلْخَلْقِ يُرْشِدُ

65- وَآلٍ وَأَصْحَابٍ وَمَنْ كَانَ تَابِعًا *** صَلَاةً وَتَسْلِيمًا يَدُومُ وَيَخْلُدُ

تَمَّت

غفر الله لكاتبها وناظمها وقارئها ومن قال: آمين, وجميع المسلمين.

وصلَّى اللهُ على محمدٍ 1345هـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق