الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

فائدة نادرة في تفسير ءاية - الشيخ العثيمين

بسم الله الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على ءاله و صحبه و من تبع هداه و بعد:

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحم الله الجميع:

هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿البقرة: ٢١٠﴾.

قوله هَلْ يَنْظُرُونَ:
هل: استفهام بمعنى النفي؛
يعني: ما ينظرون، و كلما وجدت (إلا) بعد الإستفهام؛ فالإستفهام يكون للنفي هذه قاعدة؛ قال النبي عليه الصلاة و السلام: أن أنت إلا أصبع دميت. رواه البخاري و مسلم عن جندب بن سفيان البجلي؛ أي ما أنت.

و معنى يَنْظُرُونَ هنا: ينتظرون؛ لأنها لم تتعد بـ(إلى)؛ فلو تعدت بـ(إلى) لكان معناها النظر بالعين غالباً، أما إذا تعدت بنفسها؛ فهي بمعنى: ينتظرون. أي ما ينتظر هؤلاء المكذبون ألا أن يأتيهم الله في ظلل من الغام، و ذلك في يوم القيامة.

أقول:
و الآن أنقل لكم الفائدة النادرة التي قد تخفى حتى على بعض طلبة العلم فقال رحمه الله:
(يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ)؛ و (في) هنا بمعنى (مع)؛ فهي للمصاحبة، و ليست للظرفية قطعاً؛ لأنها لو كانت للظرفية؛ لكانت الظلل محيطة بالله، و معلوم أن الله تعالى واسع عليم، و لا يحيط به شيء من مخلوقاته.

فـ(فِي ظُلَلٍ)؛ أي: مع ظلل؛ فإن الله عند نزوله جل و علا للفصل بين عباده (تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ): غمام أبيض؛ ظلل عظيمة؛ لمجيء الله تبارك و تعالى.
و قوله: (فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ): الغمام قال العلماء: إنه السحاب الأبيض؛ كما قال الله تعالى ممتناً على بني إسرائيل: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ)؛ و السحاب الأبيض يُبقي الجو مستنيرا؛ بخلاف الأسود و الأحمر؛ فإنه تحصل به الظلمة، و هو أجمل منظراً اهـ.

رَحِم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين الذي فُتح له باب الفقه فكأن الكتب كلها أمامه يختار منها ما يشاء عندما يريد الكلام و البيان.

و صلى الله على محمد و على ءاله و صحبه و سلم
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق