السبت، 17 سبتمبر 2022

من طال أمله وآثر العاجل على الآجل

قال ابن القيم فيمن طال أمله وآثر العاجل على الآجل

وأصحاب هذه الحال أنواع شتى:
فمنهم: المحارب للَّه ورسوله، الساعي في إبطال ما جاء به الرسول، يُضلُّ عن سبيل اللَّه، ويبغيها بجُهده عوجًا وتحريفًا؛ ليصدَّ الناس عنها.

ومنهم: المعرضُ عما جاء به الرسول، المُنهمك على شهواته ودنياه فقط.

ومنهم: المنافقُ ذو الوجهين، الذي يأكل بالكفر والإسلام.

ومنهم: الماجنُ المتلاعب الذي قطع أنفاسه بالمجون واللهو واللعب.

ومنهم: من إذا وُعظ قال: واشوقاه إلى التوبة، ولكنها قد تعذرت عليّ فلا مطمع لي فيها.

ومنهم: من يقول: ليس اللَّهُ محتاجًا إلى صلاتي وصيامي، وأنا لا أنجو بعملي، واللَّه غفور رحيم.

ومنهممن يقول: تركُ المعاصي استهانة بعفو اللَّه ومغفرته.
فَكثِّر ما استطعتَ مِنَ الخَطايا … إذا كانَ القدومُ على كريمِ

ومنهم: من يقول: ماذا تَقَعُ طاعتي في جنب ما قد عمِلت، وما ينفع الغريق خلاصُ إصبعه وباقي بدنه غريق.

ومنهم: من يقول: سوف أتوبُ، وإذا جاء الموت ونزل بساحتي تبتُ وقُبِلت توبتي.
إلى غير ذلك من أصناف المُغترّين الذين قد صارت عقولُهم في أيدي شهواتهم، فلا يستعمل أحدُهم عقله إلا في دقائق الحيل التي بها يتوصل إلى قضاء شهوته. فعقلُه مع الشيطان كالأسير في يد كافرٍ يستعملُه في رعاية الخنازير، وعصر الخمر، وحمل الصليب؛ وهو بقهره عقلَه وتسليمِه إلى أعدائه عند اللَّه بمنزلة رجل قَهَرَ مسلمًا، وباعه للكفار، وسلَّمه إليهم، وجعله أسيرًا عندهم

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين 40


May be an image of monument