منظومة منهج الحق للشيخ السعدي
مما لا يقال في الدعاء
قال الخطابي: في شأن الدعاء:
(ومما يسمع على ألسنة العامة، وكثير من القصاص قولهم: يا سبحان، يا برهان، يا غفران، يا سلطان، وما أشبه ذلك.
وهذه الكلمات، وإن كان يتوجه بعض في العربية على إضمار النسبة بذي، فإنه مستهجن، مهجور؛ لأنه لا قدرة فيه. ويغلط كثير منهم في مثل قولهم: يا رب طه، ويس، ويا رب القرآن العظيم. وأول من أنكر ذلك ابن عباس: فإنه سمع رجلاً يقول عند الكعبة: يا رب القرآن، فقال: مه! إن القرآن لا رب له، إن كل مربوب مخلوق) اهـ.
قال شيخ الاسلام :
وفي القرون التي أثنى عليها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان مذهب أهل المدينة أصح مذاهب أهل المدائن؛ فإنهم كانوا يتأسون بأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من سائر الأمصار وكان غيرهم من أهل الأمصار دونهم في العلم بالسنة النبوية واتباعها حتى أنهم لا يفتقرون إلى نوع من سياسة الملوك وأن افتقار العلماء ومقاصد العباد أكثر من افتقار أهل المدينة؛ حيث كانوا أغنى من غيرهم عن ذلك كله بما كان عندهم من الآثار النبوية التي يفتقر إلى العلم بها واتباعها كل أحد. ولهذا لم يذهب أحد من علماء المسلمين إلى أن إجماع أهل مدينة من المدائن حجة يجب اتباعها غير المدينة لا في تلك الأعصار ولا فيما بعدها لا إجماع أهل مكة؛ ولا الشام؛ ولا العراق؛ ولا غير ذلك من أمصار المسلمين.
قاعد في تفضيل مذهب اهل المدينة 33