من أسباب امتناع اجابة الدعاء
من أسباب امتناع اجابة الدعاء
قال ابن عقيل
تستبطئ الإجابة من الله تعالى لأدعيتك في أغراضك التي يجوز أن يكون في باطنها المفاسد في دينك ودنياك، وتتسخط بإبطاء مرادك مع القطع على أنه سبحانه لا يمنعك شحا ولا بخلا ولا نسيانا، وقد شهد لصحة ذلك مراعاته لك.
ولا لسان ينطق بدعاء، ولا أركان لعبده، ولا قوة تتحرك بها في طاعة من طاعاته، فكيف وجملتك وأبعاضك وقف على خدمته، ولسانك رطب بأذكاره؟ لكن إنما أخر رحمة لك وحكمة ومصلحة، وقد تقدم إليك بذلك تقدمة، فقال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة: ٢١٦] .
وأنت العبد المحتاج تتخلف عن أكثر أوامره، ولا تستبطئ نفسك في أداء حقوقه. هل هذا إنصاف أن يكون مثلك يبطئ عن الحقوق ولا تنكر ذلك من نفسك، ثم تستبطئ الحكيم الأزلي الخالق في باب الحظوظ التي لا تدري كيف حالك فيها هل طلبها عطب وهلاك، أو غبطة وصلاح.
-------
الآداب الشرعية لابن مفلح 2/403 ط مؤسسة الرسالة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق