الخميس، 24 أكتوبر 2013

فلولا التصانيف المتقدمة فيه لما عرف هذا العلم اليوم بالكلية - ابن رجب

  قال ابن رجب في شرح علل الترمذي ص 40/41:

 واما الابواب المعللة فلا نعلم احدا سبق الترمذي اليها وزاد ايضا ذكر كلام الفقهاء وهذا كان قد سبق اليه مالك في الموطا وسفيان في الجامع وكان احمد يكره ذلك وينكره رضي الله عنه حتى انه امر بتجريد احاديث الموطا واثاره عما فيه من الراي الذي يذكره مالك من عنده وكره احمد ايضا ان يكتب مع الحديث كلام يفسره ويشرحه وكان ينكر على من صنف في الفقه كابي عبيد وابي ثور وغيرهما ورخص في غريب الحديث الذي صنفه ابو عبيد اولا ثم لما بسطه ابو عبيد وطوله كرهه احمد وقال هو يشغل عما هو اهم منه 

ولكن عند بعد العهد بكلام السلف وطول المدة وانتشار كلام المتاخرين في معاني الحديث والفقه انتشارا كثيرا بما يخالف كلام السلف الاول فتعين ضبط كلام السلف من الائمة وجمعه وكتابته والرجوع اليه ليتميز بذلك ماهو ماثور عنهم مما احدث بعدهم بما هو مخالف لهم 

 وكان ابن مهدي يندم على ان لايكون كتب عقب كل حديث من حديثه تفسيره وكذا الكلام في العلل والتواريخ قد دونه ائمة الحفاظ وقد هجر في هذا الزمان ودرس حفظه وفهمه فلولا التصانيف المتقدمة فيه لما عرف هذا العلم اليوم بالكلية ففي التصنيف فيه ونقل كلام الائمة المتقدمين مصلحة عظيمة جدا وقد كان السلف الصالح مع سعة حفظهم وكثرة الحفظ في زمانهم يامرون بالكتابة للحفظ فكيف بزماننا هذا الذي هجرت فيه علوم سلف الامة وائمتها ولم يبق منها الا ماكان مدونا في الكتب 

 لتشاغل اهل الزمان بمدارسة الاراء المتاخرة وحفظها

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق