هل للساحر توبة؟ - للشيخ: محمد بن هادي المدخلي
نقول الأمر عندنا على شقين: أمرٌ في الدنيا وأمرٌ في الآخرة.
أما في الدنيا: فقد قال مالك وأبو حنيفة وأحمد في المشهور عنه لا تُقبل.
لماذا؟ لأنه مُتهم في توبته بحقن دمه، متهم في صدقه، يُريد حقن دم نفسه، يخاف القتل، فنحن نقول لا تُقبل ويُقتل، حده عندنا القتل.
فإن كان صادقا فالشق الثاني، نفعته توبته في الآخرة عند الله، أما في الدنيا فليس له إلا القتل.
فحكمه حكم من؟ حكم الزنديق في هذه الحالة، حكمه حكم الزنديق، الذي يسب الله ويسب رسوله - صلى الله عليه سلم- ويسب دين الإسلام ونحو ذلك.
فهذا إذا جيء للحد قال أنا تبت, هذا متهم,قل له لك عندنا السيف , أبشر به غير مُصفح , وإن كنت صادق عند الله ينفعك، أما عندنا فلا ، هذا هو الحكم عليه.
فهذا متهم بإحراز السلامة لنفسه، يريد حقن دمه فلما كانت التهمة هذه قائمة لا يُقبل.
فذهب مالك وأبو حنيفة والإمام أحمد في المشهور عنه معهم جميعا - رحمهم الله- أنها لا تُقبل توبته يعني يُقتل بكل حال.
وذهب الشافعي وهو رواية عن أحمد الرواية الثانية إلى أن توبته تُقبل ، قياسا على الكافر إذا تاب والمرتد إذا كان مسلما ثم ارتد ثم أسلم ، تُقبل منه توبته.
والصحيح الأول الذي عليه مالك وأبو حنيفة والمشهور في مذهب أحمد - رحم الله الجميع-
مستفاد من: شرح معارج القبول - الدرس 04 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق