الأحد، 24 نوفمبر 2013

تنبيه إلى مقتني ومحقق الكتب ..



قال الشيخ صالح آل شيخ في شرحه للطحاوية الشريط السابع


فقول المؤلف رحمه الله (وَإِنَّهُ خَاتِمُ الْأَنْبِيَاءِ) يعني النبي ( هذا كما قلنا مجمع عليه لدلالة القرآن والسنة على ذلك ولإجماع أهل السنة عليه، قال ربنا جل وعلا مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ[الأحزاب:40]، قرأ قوله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ عاصم وحده من بين القرّاء بفتح التاء؛ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ، وقرأ الباقون من السبعة وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ وبأحد القراءات كان يقرأ الطحاوي ولذلك اخترنا الكسر على الفتح لاتّباع الآي قراءة الآية على ما يقرأ به المصنّف رحمه الله.

وهذا موضوع يحتاج من طلاب العلم إلى التنبه إليه وإلى التنبيه عليه، وهو أن كثيرين إذا نشروا كُتُبا أو حققوا رسائل ضبطوا الآيات بما يقرأ به المحقّق أو يقرأ به الباحث.

وهذا غلط؛ لأن حق المؤلف أن تورد الآية بحسب قراءته، فإذا عُرفت قراءته التي كان يقرأ بها، فإنه تورد الآية على نحو ما كان يقرأ، فإن كان يقرأ بحفص فتُثبت على حفص، وإن كان يقرأ بأبي عمرو أثبتت كذلك، وإن كان يقرأ على قراءة نافع فتثبت كذاك، وهكذا.
فينبغي التنبه لذلك؛ لأن بعض العلماء يورد آية ويذكر وجه الاستدلال، وقد لا يذكره فيقع إشكال في أن وجه الاستدلال أو أنّ الدليل لا يطابق القضية التي تُبحث، وذلك من جهة أن الناظر أو المحقق أو الناشر أورد الآية على نحو ما يقرأ هو، ولذلك يقع في إشكال.

وهذه بالمناسبة قضية كبيرة فالذين نشروا كتبا متنوعة أو ينشرون ينبغي لهم العناية بهذا الأمر.

وأعظم منها إذا نشروا تفسيرا للقرآن فإنهم قد يجعلون التفسير بقراءة ليست هي قراءة المؤلف، كما في عامة طبعات ابن كثير، فإن ابن كثير الحافظ المفسّر لم يكن يقرأ بقراءة حفص عن عاصم، وكما في غير ذلك.
وكذلك في كتب السنة كتب الحديث معلوم أنها روايات، والروايات مختلفة لكتب الحديث، فالبخاريُُّ له روايات متعددة، وأبو داوود له روايات قد تكون عن أبي داوود نفسه وقد تكون عن من تلقى عنه باختلاف، يأتي الناشر ويثبت نصا للكتاب يخالف النص الذي شرح عليه الشارح، ولهذا كل النّشرات أو الطبعات لكتاب فتح الباري ليست موافقة لرواية صحيح البخاري المثبت معها، فإن الحافظ ابن حجر رحمه الله لم يشرح البخاري على واحدة من الروايات المثبتة طبعا مع نسخ فتح الباري.

وهذه المسألة ينبغي لطلاب العلم أن يتنبهوا عليها.

وخُذْ ما جرّه الأمر في صحيح مسلم حيث أدخل بعض الناشرين التبويب في داخل صحيح مسلم، وكأن مسلم رحمه الله هو الذي بوب صحيحه، ومعلوم أن مسلما رحمه الله لم يبوّب كتابه وإنما جعله كتبا، وأما التبويب الداخلي فإنه من صُنع الشراح .....

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق