السبت، 31 أغسطس 2013

تصدر الجهال - للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم

تصدر الجهال

للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم

الحمد لله وصلى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن الخوف على الأمة من أولئك الذين لبسوا ثياب العلم الشرعي - وما هم من العلم الشرعي في شي ءٍ -، لهو الخوف الصادق على الأمة من الفساد والإنحراف، ذلك بأن تصدُّر الجهال في حين فقد العلماء الصادقين المتمكنيين بابٌ واسع للضلال والإضلال.

وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله – كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذالناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضوا وأضلوا"

ولقد انتبه أهل العلم المخلصون لخطورة هذا الصنف من الناس على دين الأمة وعقيدتها ومصيرها، فقضوا بوجوب الحذر والتحذير منهم، وعدم الأخذ عنهم وأنا أنقل نصّين من كلام أهل العلم هما غاية في شرح هذا الباب :

الأول : قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني –رحمه الله تعالى - حيث قال في كتابه الإنصاف ص114 : "اعلموا – رحمنا الله وإياكم - : أن أهل البدع والضلال من الخوارج والروافض والمعتزلة قد اجهتدوا أن يدخلوا على أهل السنة والجماعة شيئاً من بدعهم وضلالهم ، فلم يقدرواعلى ذلك ، لذب أهل العلم ودفع الباطل، حتى ظفروابقوم في آخر الوقت ممن تصدى للعلم ولا علم له ولا فهم ، ويستنكف ويتكبر أن يتفهّم وأن يتعلّم ، لأنه قد صار متصدّراً معلماً بزعمه فيرى -بجهله- أن عليه في ذلك عارّا وغضاضة، وكان ذلك منه سببا -إلى ضلاله وضلال جماعته من الأمة" .اهـ.

الثاني : قول الراغب الأصبهاني -رحمه الله تعالى-: "لاشي ء أوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصين للرياسة بالعلم. فمن الإخلال بها ينتشر الشرّ ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر … ألخ وقال : ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق ، واحدثوا بجهلهم بدعاً استغنوا بها عامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة ، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم ، وقرب جوهرهم منهم ، وفتحوا بذلك طرقاً مُنْسَدةً ورفعوا به ستوراً مسبلة وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوها بالوقاحة، وبما فيهم من الشَّرهِ ، فبدعوا العلماء وجهَّلوهم اغتصاباً لسلطانهم ، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطؤوهم بأظلافهم وأخفافهم ، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار" اهـ.

فهذان النصان الجميلان أدعوا أهل العلم وطلابه لتأملها ن والنظر في معناهما ن وتأمل واقع المسلمين اليوم على ضوء ما شرحه هذان العالمان الكبيران. هل حلّ بالنا ما حلّ من انحراف بعض الشباب في معتقده ، وظهور بوادر الفتن ، وتجرؤ الصغار على كبار الأئمة و"علماء الدعوة" وخروجهم على طريقتهم المستقاة من الكتاب والسنة والأثر مع معرفة تامة بمقاصد الشريعة ومواقع المصلحة- إلآ لإختلال الميزان الذي يوزن به العلماء ، وارتقاء من لاعلم له إلى مصاف الكبار؟

لقد صدق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو صادق ، عندما قال: "إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي بعدكم زمان قليل فقاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه الهوى فيه قائد للعمل. اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل"

قال الحافظ في الفتح : "سنده صحيح ، ومثله لا يقال من قبل الرأي" أهـ

وقد أخرج هذا الأثر – أيضاً – الإمام مالك في الموطأ 1/173 عن يحي بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: "إنك في زمان كثير فقاؤه…" إلى آخره.

ثم قال بن عبد البر: "والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان" أهـ. هذا في زمانه – رحمه الله- فكيف بزماننا هذا؟؟.

اعلموا أن الإسلام هو السنَّة، والسنَّة هي الإسلام

قال البربهاري رحمه الله:

 اعلموا أن الإسلام هو السنَّة، والسنَّة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلاَّ بالآخَر. فمن السنَّة لزومُ الجماعة، فمن رغب عن الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وكان ضالاًّ مضلاًّ. والأساس الذي تُبنى عليه الجماعة، وهم أصحاب محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ورحمهم الله أجمعين، وهم أهل السنَّة والجماعة، فمن لم يأخذ عنهم فقد ضلَّ وابتدع، وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، والضلالة وأهلها في النار. وقال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه: «لا عذر لأحدٍ في ضلالةٍ ركبها حسبها هدًى، ولا في هدًى تركه حسبه ضلالةً، فقد بُيِّنت الأمور، وثبتت الحجَّة، وانقطع العذر».
وذلك أنَّ السنَّة والجماعة قد أحكما أمر الدين كلِّه وتبيَّن للناس، فعلى الناس الاتِّباع.

واعلم - رحمك الله - أنَّ الدين إنما جاء من قِبَل الله تبارك وتعالى، لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم، وعلمُه عند الله وعند رسوله، فلا تتَّبع شيئًا بهواك فتمرقَ من الدين فتخرجَ من الإسلام، فإنه لا حجَّة لك، فقد بيَّن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأمَّته السنَّة، وأوضحها لأصحابه وهُم الجماعة، وهُم السواد الأعظم، والسواد الأعظم: الحقُّ وأهله، فمن خالف أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في شيءٍ من أمر الدين فقد كفر.

[«شرح السنَّة» للبربهاري (1/35)]

الجمعة، 30 أغسطس 2013

أصــل مــن أصــول فقــه الفتــن - النظــر فــي عواقــب الأمــور والمــآلات

أصــل مــن أصــول فقــه الفتــن :

" النظــر فــي عواقــب الأمــور والمــآلات "


المؤمــن الحكيــم ينظــر فــي مــآلات الأفعــال والأقــوال ولا يكــون مــن قصّــار النّظــر الذيــن لا يــرون الا مــابيــن أيديهــم ،

 يقــول شيــخ الإســلام بــن تيميــة رحمــه الله : " رجحــان العمــل يظهــر برجحــان عاقبتــه " ،

 فــلا بــد مــن النظــر فــي مــآلات الأعمــال ، هــل تــؤول إلــى مصلحــة راجحــة أو تــؤول إلــى مفســدة راجحــة ، فــإنّ الشريعــة مبنيــة علــى جلــب المصالــح ودرء المفاســد .

فقيــه المدينــة الشيــخ سليمــان بــن سليــم الله الرحيلــي -حفظــه الله- ، مــن محاضــرة بعنــوان " فقــه الفتــن " .



قواعد تتعلق بالإمامة - للشيخ عبد السلام بن برجس رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

 
قواعد تتعلق بالإمامة

القاعدة الأولى : وجوب عقد البيعة للإمام القائم المستقر المسلم و التغليظ على من ليس في عنقه بيعة، و الترهيب من نقضها قال الإمام الحسن بن علي البربهاري- رحمه الله- في كتاب السنة ( من ولي الخلافة باجماع الناس عليه و رضاهم به، فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة و لا يرى أن ليس عليه إمام برا كان أو فاجرا هكذا قال الإمام أحمد بن حنبل ).
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من خلع يدا عن طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، و من مات ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية )
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في "الفتح" ( و في هذا الحديث وجوب طاعة الإمام الذي انعقدت له البيعة، والمنع من الخروج عليه و لو جار في حكمه، وانه لا ينخلع بالفسق ).

القاعدة الثانية : من غلب فتولى الحكم و استتب له فهو إمام تجب بيعته وطاعته، وتحرم منازعته ومعصيته.
قال الإمام أحمد - رحمه الله- في العقيدة التي رواها عنه عبدوس ابن مالك العطار ( ومن غلب عليهم يعني :الولاة -بالسيف ،حتى صار خليفة، وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يبيت و لا يراه إماما برا كان أو فاجرا )
قال يحيى ابن يحيى : ( والبيعة خير من الفرقة ).

القاعدة الثالثة : إذا لم يستجمع المتغلب شروط الإمامة، و تم التمكين و استتب له الأمر وجبت طاعته و حرمت معصيته.

القاعد الرابعة : يصح في الاضطرار تعدد الأئمة و يأخذ كل إمام منهم في قُطره حكم الإمام الأعظم.



 مستفاد من  كتاب "معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة"

 للشيخ الدكتور عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم رحمه الله 

 

 

مقامات العباد مع المصائب - ابن القيم


الخميس، 29 أغسطس 2013

أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم - شيخ الإسلام إبن تيمية

قال شيخ الإسلام في رده على البكري(1/381):

" فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم وإن كان ذلك المخالف يكفرهم؛ لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله كمن كذب عليك وزنى بأهلك ليس لك أن تكذب عليه وتزني بأهله لأنَّ الكذب والزنا حرامٌ لحق الله.

 وكذلك التكفير حق لله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأيضاً فإن تكفير الشخص المعين وجواز قتله موقوف على أن تبلغه الحجة النبوية التي يكفر من خالفها وإلا فليس كلُّ من جهل شيئا من الدين يكفر..."ا.هـ

 

 

مقتطفات من اقوال السلف في الاتباع والابتداع

~~مقتطفات من اقوال السلف في الاتباع والابتداع~~


(1) قال ابن عطاء " من ألزم نفسه آداب السنة نور الله قلبه بنور المعرفة , ولا مقام أشرف من متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه" مدارج السالكين 2/486.

(2) قال الإمام أحمد : " من علم طريق الحق سهل عليه سلوكه , ولا دليل على الطريق إلى الله إلا متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم في أحواله وأقواله وأفعاله"
مدارج 2/486, مفتاح دار السعادة (1/165).

(3) وقال ابن القيم: "فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب "
مدارج2/487

(4) قال أبو إسحاق الرقي: " علامة محبة الله : إيثار طاعته ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم. مدارج 2/487

(5) قال ابن أبي العز: " والعبادات مبناها على السنة والإتباع لا على الهوى والابتداع " شرح الطحاوية ص/37 وانظر الفتاوى لإبن تيمية (4/170)

(6) وقال: " وكل من عدل عن اتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إن كان عالمآ بها فهو مغضوب عليه وإلا فهو ضالّ "
الطحاوية ص/511

(7) قال ابن القيم:" ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كُسي من الرَوَح والنور ومايتبعهما من الحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ماقد حُرِمه غيره كما قال الحسن: " إن المؤمن من رُزق حلاوةً ومهابة "
اجتماع الجيوش الاسلامية لغزو أهل الزندقة ص/10

(8) قال ابن تيمية : "فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فالله كافيه وهاديه وناصره ورازقه "القاعدة الجليلة ص/221

(9) قال ابن طولوبغا : " وليس لأحد أن يضع عقيدة ًولا عبادةً من عند نفسه بل عليه أن يتبع ولا يبتدع ويقتدي ولا يبتدي ..
الرد الوافر ص/93

(10) قال السّفاريني : "فدع عنك مذهب فلان وفلان وعليك بسنة ولد عدنان فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها والجنة الواقية التي لاانحلال لها"
لوامع الأنوار (1/107)

(11) قال ابن تيمية : " التمسك بالأقيسة مع الإعراض عن النصوص والآثار طريق أهل البدع " الفتاوى (7/392)

(12) قال الشيخ بكر أبو زيد:\" أصل كلّ بليّة في العلم من معرضة النص بالرأي, وتقديم الهوى على الشرع "
الردود ص/60,37

(13) قال ابن تيمية : "من فارق الدليل ضلّ السبيل, ولا دليل إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم "
مفتاح دار السعادة (1/85), مدارج (2/361)

(14) قال ابن القيم: " فكما العبد الذي لا كمال له إلا به أن تكون حركاته موافقة لما يحبه الله منه ويرضاه " مفتاح (1/164)

(15) قال ابن مسعود: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتم "

(16) قال ابن عباس: " عليك بالاستقامة , اتبع ولا تبتدع "
انظر تخريج هذين الأثرين في رياض الجنة للألباني ص/57.

(17) قال سهيل التستري: "ماأحدث أحد في العلم شيئاً إلا سُئل عنه يوم القيامة فإن وافق السنة سَلِم وإلا فلا " فتح الباري (13/290)

(18) قال ابن الماجشون :" سمعت مالكاً يقول : من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا ًخان الرسالة لأن الله يقول [اليوم أكملت لكم دينكم ] فما لم يكن يومئذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً
"الاعتصام \" للشاطبي (1/28)

(19) قال الشافعي :" أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد\"
مدارج (2/348) الروح ص395_ فتح المجيد ص/555

(20) قال الإمام احمد : " عجبتُ لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته يذهبون إلى رأي سفيان , والله يقول[فليحذروا الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم] أتدري ماالفتنه ؟ لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيئ من الزيغ فيهلك "
فتح المجيد ص/377

(21) قال إبن خزيمة : " ويحرُم على العالم أن يخالف السنة بعد علمه بها " الفتح(3/95)

(22) قال ابن عبد البر : " الحجة عند التنازع السنة ,فمن أدلى بها فقد فلح " الفتح (2/150)

(23) قال عبد الرحمن بن أبي الزناد : " ما كان الرجل يعد رجلاً حتى يعرف السنة "
تهذيب الكمال (23/432)

** فائدة طريفة : كان أبو معمر القطيفي من شدة إدلالة بالسنة يقول: لو تكلمت بلغتي لقلت إنها سنيه "
تهذيب الكمال (3/ 20) السير (11/70)

(24) قال يونس بن عبيد: "أصبح من إذا عُرِّف السنة عرفها غريباً وأغرب منه الذي يُعرِّفها
" تهذيب الكمال (32/527) سير النبلاء( 6/292)

(25) قال النصر أبادي: "أصل هذا المذهب :ملازمة الكتاب والسنة ,وترك الأهواء والبدع , والإقتداء بالسلف وترك ماأحدث الآخرون والإقامة على ماسلكه الأولون " مدارج 3/149

(26) قال أحمد بن أبي الحواري: "من عمل بلا إتباع سنة فباطل عمله " مدارج 3/124

(27) قال ابن عثمان الحيري: "أسلم الطرق من الاغترار: طريق السلف ولزوم الشريعة "
مدارج 3/125

(28) قال ابن المبارك " لا يظهر على أحد شيء من نور الإيمان إلا باتباع السنة ومجانبة البدعة " مدارج 3/125

(29) قال ابن تيمية : "فليس الفضل بكثرة الاجتهاد ولكن بالهدى والسداد "
الفتاوى الكبرى(5/299)

(30) قال ابن شهاب : " بلغنا عن رجال من أهل العلم قالوا: الاعتصام بالسنن نجاة "
جامع بيان العلم (1/592)

(31) قال البربهاري: " واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العلم من اتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خلفَ الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب "
شرح السنة ص/104

(32) قال ابن القيم: "ولا يحبك الله إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً, وصدقته خبراً وأطعته أمراً وأجبته دعوةً وآثرته طوعاً وفنيت عن حكم غيره بحكمه , وعن محبة غيره من الخلق بمحبته وعن طاعة غيره بطاعته وإن لم يكن ذلك فلا تتعنّ, وارجع من حيث شئت فالتمس نوراً فلست على شيئ " مدارج3/39

(33) قال الجُنيد: " الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم "مدارج (2/104)

(34) قال ابن القيم : " فكل الخير في اجتهاد باقتصاد وإخلاص مقرون بالإتباع كما قال بعض الصحابة : اقتصاد في سبيل وسنة خيرُ من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة , فاحرصوا أن تكون أعمالكم على منهاج الأنبياء عليهم السلام وسنتهم " مدارج(2/113)

(35) وقال: " فأعلى مراتب الصدق : مرتبة الصدِّيقيِّة , وهي كمال الانقياد للرسول صلى الله عليه وسلم مع كمال الإخلاص للمُرسل
" مدارج (2/281)

(36) وقال: " فإن الله سبحانه وتعالى أبى أن يقبل من عبده عملاً أو يرضى به حتى يكون على متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم خالصاً لوجهه سبحانه " مدارج (2/ 295)

(37) وقال الأوزاعي : " ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع " السير(7/125)


محاضرة بعنوان: حق الزوجين - فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي

محاضرة بعنوان: حق الزوجين


الشيخ: فضيلة الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي

 الرابط

http://ar.miraath.net/content-82



حكمة الله في تسليط الملوك والحكام - الإمام ابن قيم الجوزية



قال شيخ الإسلام الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى:


[ وتأمَّل حكمته -تعالى- في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم, بل كأنَّ أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم؛ فإن استقاموا استقامت ملوكهم, وإن عدلوا عدلت عليهم, وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم, وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك, وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق, وبخلوا بها عليهم, وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم, أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه, وضَرَبت عليهم المكوس والوظائف, وكلُّ ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه

الملوك منهم بالقوة, فعُمَّالهم ظهرت في صور أعمالهم، وليس في الحكمة الإلهية أن يولَّى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم.


ولما كان الصدرُ الأولُ خيارَ القرون وأبرَّها كانت ولاتهم كذلك, فلما شابوا شيبت لهم الولاة.

فحكمه الله تأبى أن يولي علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز, فضلاً عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا, وولاة من قبلنا على قدرهم, وكل من الأمرين موجب الحكمة ومقتضاها. ومن له فطنه إذا سافر بفكره في هذا الباب رأى الحكمة الإلهية سائرة في القضاء والقدر, ظاهرة وباطنة فيه كما في الخلق والأمر سواء ]


مفتاح دار السعادة [ 177- 178 \ 2 ] 

 

 

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

محاضرة (كل نفس ذائقة الموت) لفضيلة الشيخ الدكتور: سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

محاضرة  (كل نفس ذائقة الموت)

 لفضيلة الشيخ الدكتور: سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

للتحميل
http://www.gulfup.com/?HoFIE9

 

 

من هم الصابئة .. وما قول أهل العلم فيهم


يقول إبن كثير في تفسيره

في الآية 62 من سورة البقرة



إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

وَأَمَّا الصَّابِئِينَ فقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِمْ فَقَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم عَنْ مُجَاهِد قَالَ الصَّابِئُونَ قَوْم بَيْن الْمَجُوس وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى لَيْسَ لَهُمْ دِين وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْهُ .

وَرُوِيَ عَنْ عَطَاء وَسَعِيد بْن جُبَيْر نَحْو ذَلِكَ وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالسُّدِّيّ وَأَبُو الشَّعْثَاء جَابِر بْن زَيْد وَالضَّحَّاك وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ الصَّابِئُونَ فِرْقَة مِنْ أَهْل الْكِتَاب يَقْرَءُونَ الزَّبُور وَلِهَذَا قَالَ أَبُو حَنِيفَة وَإِسْحَاق لَا بَأْس بِذَبَائِحِهِمْ وَمُنَاكَحَتهمْ.

وَقَالَ هُشَيْم عَنْ مُطَرِّف : كُنَّا عِنْد الْحَكَم بْن عُتْبَة فَحَدَّثَهُ رَجُل مِنْ أَهْل الْبَصْرَة عَنْ الْحَسَن أَنَّهُ كَانَ يَقُول فِي الصَّابِئِينَ إِنَّهُمْ كَالْمَجُوسِ فَقَالَ الْحَكَم أَلَمْ أُخْبِركُمْ بِذَلِكَ 

وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن عَبْد الْكَرِيم سَمِعْت الْحَسَن ذَكَرَ الصَّابِئِينَ فَقَالَ : هُمْ قَوْمٌ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَة .

وَقَالَ اِبْن جَرِير : حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْحَسَن قَالَ : أَخْبَرَ زِيَاد أَنَّ الصَّابِئِينَ يُصَلُّونَ إِلَى الْقِبْلَة وَيُصَلُّونَ الْخَمْس قَالَ : فَأَرَادَ أَنْ يَضَع عَنْهُمْ الْجِزْيَة قَالَ فَخُبِّرَ بَعْدُ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَة وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ بَلَغَنِي أَنَّ الصَّابِئِينَ قَوْم يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَة وَيَقْرَءُونَ الزَّبُور وَيُصَلُّونَ لِلْقِبْلَةِ

وَكَذَا قَالَ سَعِيد بْن أَبِي عَرُوبَة عَنْ قَتَادَة وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا يُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنِي اِبْن أَبِي الزِّنَاد عَنْ أَبِيهِ قَالَ : الصَّابِئُونَ قَوْم مِمَّا يَلِي الْعِرَاق وَهُمْ بِكُوثَى وَهُمْ يُؤْمِنُونَ بِالنَّبِيِّينَ كُلّهمْ وَيَصُومُونَ مِنْ كُلّ سَنَة ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَيُصَلُّونَ إِلَى الْيَمَن كُلّ يَوْم خَمْس صَلَوَات

وَسُئِلَ وَهْب بْن مُنَبِّه عَنْ الصَّابِئِينَ فَقَالَ : الَّذِي يَعْرِف اللَّه وَحْده وَلَيْسَتْ لَهُ شَرِيعَة يَعْمَل بِهَا وَلَمْ يُحْدِث كُفْرًا .

وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن وَهْب : قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد الصَّابِئُونَ أَهْل دِين مِنْ الْأَدْيَان كَانُوا بِجَزِيرَةِ الْمَوْصِل يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَلَيْسَ لَهُمْ عَمَل وَلَا كِتَاب وَلَا نَبِيّ إِلَّا قَوْل لَا إِلَه إِلَّا اللَّه قَالَ وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِرَسُولٍ فَمِنْ أَجْل ذَلِكَ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه هَؤُلَاءِ الصَّابِئُونَ يُشَبِّهُونَهُمْ بِهِمْ يَعْنِي فِي قَوْله لَا إِلَه إِلَّا اللَّه .

وَقَالَ الْخَلِيل : هُمْ قَوْم يُشْبِهُ دِينُهُمْ دِينَ النَّصَارَى إِلَّا أَنَّ قِبْلَتهمْ نَحْو مَهَبّ الْجَنُوب يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ عَلَى دِين نُوح عَلَيْهِ السَّلَام

وَحَكَى الْقُرْطُبِيّ عَنْ مُجَاهِد وَالْحَسَن وَابْن أَبِي نَجِيح أَنَّهُمْ قَوْم تَرَكَّبَ دِينهمْ بَيْن الْيَهُود وَالْمَجُوس وَلَا تُؤْكَل ذَبَائِحهمْ وَلَا تُنْكَح نِسَاؤُهُمْ

قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَاَلَّذِي تَحَصَّلَ مِنْ مَذْهَبهمْ فِيمَا ذَكَرَهُ بَعْض الْعُلَمَاء أَنَّهُمْ مُوَحِّدُونَ وَيَعْتَقِدُونَ تَأْثِير النُّجُوم وَأَنَّهُمْ فَاعِلَة وَلِهَذَا أَفْتَى أَبُو سَعِيد الْإِصْطَخْرِيّ بِكُفْرِهِمْ لِلْقَادِرِ بِاَللَّهِ حِين سَأَلَهُ عَنْهُمْ وَاخْتَارَ الرَّازِيّ أَنَّ الصَّابِئِينَ قَوْم يَعْبُدُونَ الْكَوَاكِب بِمَعْنَى أَنَّ اللَّه جَعَلَهَا قِبْلَة لِلْعِبَادَةِ وَالدُّعَاء أَوْ بِمَعْنَى أَنَّ اللَّه فَوَّضَ تَدْبِير أَمْر هَذَا الْعَالَم إِلَيْهَا قَالَ : وَهَذَا الْقَوْل هُوَ الْمَنْسُوب إِلَى الكشرانيين الَّذِينَ جَاءَهُمْ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام رَادًّا عَلَيْهِمْ وَمُبْطِلًا لِقَوْلِهِمْ

وَأَظْهَرُ الْأَقْوَال - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - قَوْلُ مُجَاهِد وَمُتَابِعِيهِ وَوَهْب بْن مُنَبِّه أَنَّهُمْ قَوْم لَيْسُوا عَلَى دِين الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى وَلَا الْمَجُوس وَلَا الْمُشْرِكِينَ وَإِنَّمَا هُمْ قَوْم بَاقُونَ عَلَى فِطْرَتهمْ وَلَا دِين مُقَرَّر لَهُمْ يَتَّبِعُونَهُ وَيَقْتَفُونَهُ . وَلِهَذَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَنْبِزُونَ مَنْ أَسْلَمَ بِالصَّابِئِ أَيْ أَنَّهُ قَدْ خَرَجَ عَنْ سَائِر أَدْيَان أَهْل الْأَرْض إِذْ ذَاكَ وَقَالَ بَعْض الْعُلَمَاء الصَّابِئُونَ الَّذِينَ لَمْ تَبْلُغهُمْ دَعْوَة نَبِيّ وَاَللَّه أَعْلَم " انتهى .


من كلام الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إذا خطبت امرأة فكن شريفاً وعلمها الشرف والمروءة

قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - :

" إذا خطبت امرأة فكن شريفاً وعلمها الشرف والمروءة ، لا تعلمها السقوط خلال خطبتك ، علمها الإباء والشرف والأنفة ، ولا تغازلها خلال الجوال أو غيره وأسرع بالزواج . و بعد ذلك إذا جاءت عندك فغازلها و افعل كل ما أباحه الله لك معها " 

كتاب [مرحباً يا طالب العلم - ص: 348]

 

 

الْبُغَاةِ وَالْخَوَارِجِ - شيخ الاسلام إبن تيمية

سئل شيخ الاسلام إبن تيمية في مجموع الفتاوى (35/ 53): عَنْ " الْبُغَاةِ وَالْخَوَارِجِ "


هَلْ هِيَ أَلْفَاظٌ مُتَرَادِفَةٌ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ؟ أَمْ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ؟ وَهَلْ فَرَّقَتْ الشَّرِيعَةُ بَيْنَهُمَا فِي الْأَحْكَامِ الْجَارِيَ
ةِ عَلَيْهِمَا أَمْ لَا ؟ وَإِذَا ادَّعَى مُدَّعٍ أَنَّ الْأَئِمَّةَ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمْ إلَّا فِي الِاسْمِ ؛ وَخَالَفَهُ مُخَالِفٌ مُسْتَدِلًّا بِأَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَّقَ بَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ النهروان : فَهَلْ الْحَقُّ مَعَ الْمُدَّعِي ؟ أَوْ مَعَ مُخَالِفِهِ ؟

فَأَجَابَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، أَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ : إنْ الْأَئِمَّةَ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا إلَّا فِي الِاسْمِ . فَدَعْوَى بَاطِلَةٌ وَمُدَّعِيهَا مُجَازِفٌ فَإِنَّ نَفْيَ الْفَرْقِ إنَّمَا هُوَ قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمْ : مِثْلُ كَثِيرٍ مِنْ الْمُصَنِّفِينَ فِي " قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ " فَإِنَّهُمْ قَدْ يَجْعَلُونَ قِتَالَ أَبِي بَكْرٍ لِمَانِعِي الزَّكَاةِ وَقِتَالَ عَلِيٍّ الْخَوَارِجَ وَقِتَالَهُ لِأَهْلِ الْجَمَلِ وصفين إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ قِتَالِ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِسْلَامِ . مِنْ بَابِ " قِتَالِ أَهْلِ الْبَغْيِ " ثُمَّ مَعَ ذَلِكَ فَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مِثْلَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَنَحْوَهُمَا مِنْ الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الْعَدَالَةِ ؛ لَا يَجُوزُ أَنْ يُحْكَمَ عَلَيْهِمْ بِكُفْرِ وَلَا فِسْقٍ ؛ بَلْ مُجْتَهِدُونَ : إمَّا مُصِيبُونَ وَإِمَّا مُخْطِئُونَ . وَذُنُوبُهُمْ مَغْفُورَةٌ لَهُمْ . وَيُطْلِقُونَ الْقَوْلَ بِأَنَّ الْبُغَاةَ لَيْسُوا فُسَّاقًا فَإِذَا جُعِلَ هَؤُلَاءِ وَأُولَئِكَ سَوَاءً لَزِمَ أَنْ تَكُونَ الْخَوَارِجُ وَسَائِرُ مَنْ يُقَاتِلُهُمْ مِنْ أَهْلِ الِاجْتِهَادِ الْبَاقِينَ عَلَى الْعَدَالَةِ سَوَاءً ؛

وَلِهَذَا قَالَ طَائِفَةٌ بِفِسْقِ الْبُغَاةِ وَلَكِنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى عَدَالَةِ الصَّحَابَةِ . وَأَمَّا جُمْهُورُ أَهْلِ الْعِلْمِ فَيُفَرِّقُونَ بَيْنَ " الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ " وَبَيْنَ " أَهْلِ الْجَمَلِ وصفين " وَغَيْرِ أَهْلِ الْجَمَلِ وصفين . مِمَّنْ يُعَدُّ مِنْ الْبُغَاةِ الْمُتَأَوِّلِينَ .

وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ عَنْ الصَّحَابَةِ وَعَلَيْهِ عَامَّةُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِين وَعَلَيْهِ نُصُوصُ أَكْثَرِ الْأَئِمَّةِ وَأَتْبَاعِهِمْ : مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَأَحْمَد وَالشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِمْ . وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : { تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تَقْتُلُهُمْ أَوْلَى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ } وَهَذَا الْحَدِيث يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ الطَّوَائِفِ الثَّلَاثَةِ وَيُبَيِّنُ أَنَّ الْمَارِقِينَ نَوْعٌ ثَالِثٌ لَيْسُوا مِنْ جِنْسِ أُولَئِكَ ؛ فَإِنَّ طَائِفَةَ عَلِيٍّ أَوْلَى بِالْحَقِّ مِنْ طَائِفَةِ مُعَاوِيَةَ . وَقَالَ فِي حَقِّ الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ : { يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ وَقِرَاءَتَهُ مَعَ قِرَاءَتِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ؛ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وَفِي لَفْظٍ : { لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَهُمْ مَا لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ لَنَكَلُوا عَنْ الْعَمَلِ } .

وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ أَحَادِيثَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِنْ عَشْرَةِ أَوْجُهٍ وَرَوَى هَذَا الْبُخَارِيُّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ وَرَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ وَالْمَسَانِيدِ ؛ وَهِيَ مُسْتَفِيضَةٌ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَلَقَّاةٌ بِالْقَبُولِ أَجْمَعَ عَلَيْهَا عُلَمَاءُ الْأُمَّةِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَمَنْ اتَّبَعَهُمْ وَاتَّفَقَ الصَّحَابَةُ عَلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْخَوَارِجِ . وَأَمَّا " أَهْلُ الْجَمَلِ وصفين " فَكَانَتْ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ قَاتَلَتْ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَأَكْثَرُ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ لَمْ يُقَاتِلُوا لَا مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَلَا مِنْ هَذَا الْجَانِبِ وَاسْتَدَلَّ التَّارِكُونَ لِلْقِتَالِ بِالنُّصُوصِ الْكَثِيرَةِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ وَبَيَّنُوا أَنَّ هَذَا قِتَالُ فِتْنَةٍ . وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَسْرُورًا لِقِتَالِ الْخَوَارِجِ وَيَرْوِي الْحَدِيثَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأَمْرِ بِقِتَالِهِمْ ؛ وَأَمَّا قِتَالُ " صَفِّينَ " فَذَكَرَ أَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ فِيهِ نَصٌّ ؛ وَإِنَّمَا هُوَ رَأْيٌ رَآهُ وَكَانَ أَحْيَانًا يَحْمَدُ مَنْ لَمْ يَرَ الْقِتَالَ.

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ { عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي الْحَسَنِ إنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَسَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ } فَقَدْ مَدَحَ الْحَسَنَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ بِإِصْلَاحِ اللَّهِ بِهِ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ : أَصْحَابِ عَلِيٍّ وَأَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ تَرْكَ الْقِتَالِ كَانَ أَحْسَنَ وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ الْقِتَالُ وَاجِبًا وَلَا مُسْتَحَبًّا . " وَقِتَالُ الْخَوَارِجِ " قَدْ ثَبَتَ عَنْهُ أَنَّهُ أَمَرَ بِهِ وَحَضَّ عَلَيْهِ فَكَيْفَ يُسَوِّي بَيْنَ مَا أَمَرَ بِهِ وَحَضَّ عَلَيْهِ وَبَيْنَ مَا مَدَحَ تَارِكَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ .

فَمَنْ سَوَّى بَيْنَ قِتَالِ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ اقْتَتَلُوا بِالْجَمَلِ وصفين وَبَيْنَ قِتَالِ ذِي الخويصرة التَّمِيمِيِّ وَأَمْثَالِهِ مِنْ الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ والحرورية الْمُعْتَدِينَ : كَانَ قَوْلُهُمْ مِنْ جِنْسِ أَقْوَالِ أَهْلِ الْجَهْلِ وَالظُّلْمِ الْمُبِينِ . وَلَزِمَ صَاحِبَ هَذَا الْقَوْلِ أَنْ يَصِيرَ مِنْ جِنْسِ الرَّافِضَةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ أَوْ يُفَسِّقُونَ الْمُتَقَاتِلَيْنِ بِالْجَمَلِ وصفين كَمَا يُقَالُ مِثْلُ ذَلِكَ فِي الْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ ؛ فَقَدْ اخْتَلَفَ السَّلَفُ وَالْأَئِمَّةُ فِي كُفْرِهِمْ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى الثَّنَاءِ عَلَى الصَّحَابَةِ الْمُقْتَتِلِينَ بِالْجَمَلِ وصفين وَالْإِمْسَاكِ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَهُمْ . فَكَيْفَ نِسْبَةُ هَذَا بِهَذَا وَأَيْضًا { فَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِقِتَالِ الْخَوَارِجِ قَبْلَ أَنْ يُقَاتِلُوا } .

وَأَمَّا " أَهْلُ الْبَغْيِ " فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ فِيهِمْ : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } فَلَمْ يَأْمُرْ بِقِتَالِ الْبَاغِيَةِ ابْتِدَاءً . فَالِاقْتِتَالُ ابْتِدَاءً لَيْسَ مَأْمُورًا بِهِ ؛ وَلَكِنْ إذَا اقْتَتَلُوا أَمَرَ بِالْإِصْلَاحِ بَيْنَهُمْ ؛ ثُمَّ إنْ بَغَتْ الْوَاحِدَةُ قُوتِلَتْ ؛ وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ الْفُقَهَاءِ : إنَّ الْبُغَاةَ لَا يُبْتَدَءُونَ بِقِتَالِهِمْ حَتَّى يُقَاتِلُوا . وَأَمَّا الْخَوَارِجُ فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِمْ : { أَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وَقَالَ : { لَئِنْ أَدْرَكْتهمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ } . وَكَذَلِكَ مَانِعُو الزَّكَاةِ ؛ فَإِنَّ الصِّدِّيقَ وَالصَّحَابَةَ ابْتَدَءُوا قِتَالَهُمْ قَالَ الصِّدِّيقُ : وَاَللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتهمْ عَلَيْهِ . وَهُمْ يُقَاتَلُونَ إذَا امْتَنَعُوا مِنْ أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ وَإِنْ أَقَرُّوا بِالْوُجُوبِ . ثُمَّ تَنَازَعَ الْفُقَهَاءُ فِي كُفْرِ مَنْ مَنَعَهُمَا وَقَاتَلَ الْإِمَامُ عَلَيْهَا مَعَ إقْرَارِهِ بِالْوُجُوبِ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَد كَالرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ فِي تَكْفِيرِ الْخَوَارِجِ وَأَمَّا أَهْلُ الْبَغْيِ الْمُجَرِّدِ فَلَا يَكْفُرُونَ بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الدِّينِ ؛ فَإِنَّ الْقُرْآنَ قَدْ نَصَّ عَلَى إيمَانِهِمْ وَإِخْوَتِهِمْ مَعَ وُجُودِ الِاقْتِتَالِ وَالْبَغْيِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
 
 

أصناف الخارجين عن الإمام - الشيخ الموفق ابن قدامة رحمه الل



قال الشيخ الموفق ابن قدامة رحمه الله في المغني (12/ 238):

 وَالْخَارِجُونَ عَنْ قَبْضَةِ الْإِمَامِ ، أَصْنَافٌ أَرْبَعَةٌ:

أَحَدُهَا: قَوْمٌ امْتَنَعُوا مِنْ طَاعَتِهِ ، وَخَرَجُوا عَنْ قَبْضَتِهِ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ ، فَهَؤُلَاءِ قُطَّاعُ طَرِيقٍ ، سَاعُونَ فِي الْأَرْضِ بِالْفَسَادِ....

الثَّانِي: قَوْمٌ لَهُمْ تَأْوِيلٌ ، إلَّا أَنَّهُمْ نَفَرٌ يَسِيرٌ ، لَا مَنَعَةَ لَهُمْ ، كَالْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْعَشَرَةِ وَنَحْوِهِمْ ، فَهَؤُلَاءِ قُطَّاعُ طَرِيقٍ ، فِي قَوْلِ أَكْثَرِ أَصْحَابِنَا ، وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ.....

الثَّالِثُ: الْخَوَارِجُ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ ، وَيُكَفِّرُونَ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، وَكَثِيرًا مِنْ الصَّحَابَةِ ، وَيَسْتَحِلُّونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمْوَالَهُمْ ، إلَّا مَنْ خَرَجَ مَعَهُمْ ، فَظَاهِرُ قَوْلِ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا الْمُتَأَخِّرِينَ ، أَنَّهُمْ بُغَاةٌ ، حُكْمُهُمْ حُكْمُهُمْ. وَهَذَا قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَالشَّافِعِيِّ ، وَجُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ ، وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ. وَمَالِكٌ يَرَى اسْتِتَابَتَهُمْ ، فَإِنْ تَابُوا ، وَإِلَّا قُتِلُوا عَلَى إفْسَادِهِمْ، لَا عَلَى كُفْرِهِمْ.

وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ إلَى أَنَّهُمْ كُفَّارٌ مُرْتَدُّونَ ، حُكْمُهُمْ حُكْمُ الْمُرْتَدِّينَ ، وَتُبَاحُ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، فَإِنْ تَحَيَّزُوا فِي مَكَان ، وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَعَةٌ وَشَوْكَةٌ ، صَارُوا أَهْلَ حَرْبٍ كَسَائِرِ الْكُفَّارِ ، وَإِنْ كَانُوا فِي قَبْضَةِ الْإِمَامِ ، اسْتَتَابَهُمْ ، كَاسْتِتَابَةِ الْمُرْتَدِّينَ ، فَإِنْ تَابُوا ، وَإِلَّا ، ضُرِبَتْ أَعْنَاقُهُمْ، وَكَانَتْ أَمْوَالُهُمْ فَيْئًا ، لَا يَرِثُهُمْ وَرَثَتُهُمْ الْمُسْلِمُونَ...

الصِّنْفُ الرَّابِعُ: قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ ، يَخْرُجُونَ عَنْ قَبْضَةِ الْإِمَامِ ، وَيَرُومُونَ خَلْعَهُ لَتَأْوِيلٍ سَائِغٍ ، وَفِيهِمْ مَنَعَةٌ يَحْتَاجُ فِي كَفِّهِمْ إلَى جَمْعِ الْجَيْشِ ، فَهَؤُلَاءِ الْبُغَاةُ، ... وَوَاجِبٌ عَلَى النَّاسِ مَعُونَةُ إمَامِهِمْ ، فِي قِتَالِ الْبُغَاةِ؛ ... وَلِأَنَّهُمْ لَوْ تَرَكُوا مَعُونَتَهُ ، لَقَهَرَهُ أَهْلُ الْبَغْيِ ، وَظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْأَرْضِ

 

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

نصيحة للنساء في زمن الفتن والشبهات والشهوات

  نصيحة للنساء في زمن الفتن والشبهات والشهوات
الشيخ: محمد بن هادي المدخلي 

السؤال:
وهذا السؤال لأخواتي وبناتي النساء في ظل الظروف والفتن في هذا الزمن فيه شبهات وشهوات.

الجواب:
الكلامُ للرجال كلامٌ للنساء فهنَّ شقائق الرجال، ولكن تزيد المرأة بالذي أوصيها به.
أولًا: أن تبتعد عن هذه المواطن فلا تنظر إلى قنوات الشبهات والشهوات، ولا تصاحب من النِّساء من كانت من أهل الشُّبهات والشهوات، وعليها أن تَحْفَظَ وقتها بقضائه في واجبات بيتها وواجباتها هي الدينية، وأَلَّا تصحب إلَّا من يعينها على نفسها، وأن تُقِل من الذَّهاب إلى الأسواق، لا تخرج إليها، وأن تُقِل أيضًا من مصاحبة اللَّاتي يدعونها إلى الخروج إلى هذه الأسواق، وإلى الأماكن العامة التي فيها مثل هذه الشَّهوات، وأن تبتعد بقدر ما تستطيع عن أسبابها، من أسبابها القراءة في المجلات الفاتنة؛ هذه من الشهوات، والبدع والشبهات، القراءة في الكتب البدعية، والسماع للقنوات البدعية، ونحو ذلك، والسماع أيضًا لمن يُسَمُّونهم بالدعاة وهم على غير الطريق السَّوي منحرفون، إمَّا إخوان مسلمين، وإمَّا تبليغ، وإمَّا تكفير، وإمَّا جهاد، فلهم أيضًا مماثل في النساء تَجِدها إخوانية، تبليغية، تكفيرية، ولعلَّ السائلة سَمِعت قبل سنوات قريبة ما تَصِل إلى الخمس؛ القبض على نساء يَسْعَيْن لتأييد هؤلاء الإرهابيين، وجمع المال، ونحو ذلك، فالشاهد على هذه الكاتبة هي وأخواتها أن يلتزمون ما ذكرناه مع إخواننا وأبنائنا الذكور، فالمرأة شقيقة الرَّجل، وتزيد بالأمر الذي ذكرته وأسأل الله – سبحانه وتعالى – التوفيق لهنَّ.
وأصيهنَّ أيضًا بالحرص على سماع أهل العلم الموثوقين، والسؤال عمَّن تسمع له، أو تستفتيه، فإنَّ النساء ضعيفات، كثيرٌ منهن أصبحن يستفتينَ كلُّ من ظهر في الشاشات، وعلى القنوات، وهذا في الحقيقة أمر خطير، فإنه ليس كل من ظهر صار من أهل العلم الموثوق بهم وبديانتهم، وبصحة طريقهم ومنهجهم، فعليهنَّ أن يسألن قبل أن يَعْمَلنَ، ونسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يثبِّتنا جميعا على الحق والهُدى.

الطالب: المسيرات النسائية.

الشيخ: نعم هذه المسيرات النسائية، النساء ليس لهنَّ دخل في هذا الباب، قالوا قُتِل نسوة في الإسكندرية فخرجنَ هؤلاء احتجاجًا! لا يجوز لهن، وإذا قُتِلْنَ أولئك مظلومات فالله – سبحانه وتعالى – سينتصر لهن، أمَّا أنتنَّ تَخْرُجْنَ؛ هذا الأمر لا يعنيكُن، الله – جلَّ وعلا -: يقول لنساء رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فكيف بمن هو دونهن من باب أولى ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾، و((الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ فَإِذَا خَرَجَتْ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ)) كما أخبر النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم –، فكيف بها تخرج فيما لا يعنيها  وتَدَع ما يعنيها من أمر بيتها وأولادها وزوجها، فتَحْتَك بالرجال ورُبَّما دافعها الرجال وتكشف عن وجهها سافِرةً، هذا لا دَخْلَ للنساء فيه، هذا الأمر لا دخل للنساء فيه، نسأل الله العافية والسَّلامة، لكن الإخوان المسلمون لا يعرفون هذا كله لأنهم لا يعرفون إلا إسلام الحكم، أمَّا إسلام التحكم فلا يعرفونه ينكرونه، إسلام التحكم ونكرر مرة أخرى هو الالتزام بأحكام الشرع وآدابه، هذا لا يعترفون به، يعترفون بإسلام الحكم وهو الوثوب على الكراسي هذا الذي يَسْعون إليه.


ليس شرطاً أن تجتمع البدع كلها ليقال مبتدعة




الدعوة الإخوانية، هناك إخوان ببنطلون، وهنا إخوان بشماغ وبشت، والدَّعوة واحدة، والمنهج واحد
أَبْنَـاءُ جِلْدَتِنا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنـا  ** لكِنُّـهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَـلاءُ

هم صح، ما يعطل أسماء الله وصفاته، ولا ينكر ذلك، ولا هو في توحيد الألوهية مشرك، ولا مخرِّف، لكن يبقى عنده مذهب الخوارج، وأنا أسأل هؤلاء جميعًا الخوارج الأولى هل كان عندهم شيء من هذا!!
ما عندهم إلا الخروج، فسموا خوارج، القدرية الأولى كانت هذه البدع عندها !! ما عندها إلا بدعة القدر، فصارت فرقة، طائفة مستقلة، واشتهرت بهذا وسميت به.
فليس شرطًا أن يجتمع في هؤلاء البدع كلها، أو أكثرها حتى يقال عنهم إنهم مبتدعة، أبدًا، لكن مع مرور الزَّمن تلاقحت الأفكار في هذه الطوائف فغذَّى بعضها بعضًا، فصار الخوارج معتزلة، وصار الخوارج صوفية، وهكذا المعتزلة صاروا خوارج، وصار عندهم ما عندهم من التَّصوف مع مرور الدَّهر، وصار الرَّوافض معتزلة، لـمَّا دخله أبو هشام وقل ما شئت في هذا.
لكن أصول البدع، ما خرجت إلا ببدعة واحدة عن طريق السَّلف، هؤلاء الخوارج عندهم الخروج، هؤلاء القدرية عندهم القدر، هؤلاء المرجئة عندهم الإرجاء، وبقية العقيدة سليمة، لكن ضلوا في باب من الأبواب، فصاروا من أهل الأهواء والبدع، نسأل الله العافية والسَّلامة.

فإذا كان هؤلاء درسوا التَّوحيد، فواجهوا ما واجهوا فيه، وطبقوه كله إلا مسألة السَّمع والطاعة للحكَّام وتكفير المسلمين، يبقون أهل سنة؟!! 

لا والله ما هم بأهل سنة، ولو كانوا دارسين عندنا، هؤلاء أهل بدع، ولهذا أنتم رأيتم في هذه الأيام، مقالات هؤلاء أو أكثر هؤلاء، وسمعتم نعيقهم الذي يسمونه تغريدًا، فالتغريد هو الصَّوت الحسن، الذي تسمعه فيُشنِّف سمعك وأذنك، أما هذا فهو أخس من نعيق الغربان أصوات قبيحة، ودعوات أقبح، ومذاهب منحرفة.

مستفاد من: دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي 

• • الربيع العربي عوامله ومن وراءه • • | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي

هذا الرَّبيع العربي الذي يسمونه، وهذه التَّسمية من الكفار، رياح التَّغيير التي هبَّت على العالم العربي الإسلامي،  هذا الرَّبيع الذي يسمونه اتحدَّ فيه هذان السببان والعاملان الخبيثان:
·  أما العامل الأول: هو عامل الخوارج فكان وراءه طائفة الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية المتفرعة عنها،
·  وأما البدعة الثَّانية والعامل الثَّاني الحديث: وهو ما سمعتموه، وهو الدعوة إلى الدِّيمقراطية فهذه أربابها العلمانيون، وأذنابهم الذين عاشوا في بلاد الغرب، ثم عادوا إلى بلاد المسلمين، وإن شئت فقل عاشوا في الغرب، ثم عاثوا في العالم الإسلامي، عاشوا هناك ثم عاثوا {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } [الشعراء: 183].
فهذه الطَّائفة من علمانية ومن كان على شاكلتهم، وأخس وأحط اللِّيبراليون، وقل ما شئت من بقية الأسماء التي على هذا المعتقد، وعلى هذه المناهج الفاسدة، فلا هؤلاء، ولا هؤلاء. 
هؤلاء الطائفة الأولى طائفة الإخوان المسلمين: والله لا يطبقون الإسلام ولن يطبقوه؛ لأننا قد سمعنا تصريحات كبارهم بأن الإسلام ليس هو القطع، والجلَّد، والرجم،  وإلا الآخر الذي يقول إن الجلد، والرجم، أو القطع، والقتل هذا ليس من الشَّريعة،
هؤلاء ماذا يٌنتظر منهم إذا حكموا؟!، ما ينتظر منهم شيء، و إلا الآخر الثَّالث الذي يقول لما قابلته المقابلة الغربية الإسبانية، قالت: أنا تعجبت حينما دخلت إلى تونس، قلت سأجد بعد الثَّورة وقد حكمها الإسلاميون أن تتغير، لكن أنا وجدت -وهي تستغرب- وجدت البارات والحانات مفتوحة، فأجابها المتحدث باسم الإسلاميين، قال هذا عندنا نحن لا نكره النَّاس، ثَم فرق بين إسلام الحكم، وإسلام التَّحكم، فنحن ما نتحكم في النَّاس.
ما شاء الله الحانات زادت، والبارات مفتوحة، طيب وش الفرق بين عهد ابن علي، وعهد هؤلاء، فرق بين الإسلام الحكم، و الإسلام التَّحكم فابن علي يقول لك:  الإسلام الحكم، والإسلام التَّحكم، فرق بينهما خلاص، هذا باب إسلام حكم، ما هو موجود إسلام التَّحكم، هذا ليس موجودًا، فهذا كلام ساقط يرده العقلاء، فضلًا عن طلاب العلم، فضلًا عن العلماء، من عرف و أدرك علمًا يسيرًا قليلاً من الشَّرع، يضحك على هؤلاء، ويحمد الله على نعمة العلم، التي منَّ بها عليه.
فهذه الطَّائفة لا تطمع في يوم من الأيام أنَّها تحكم الإسلام أبدًا، ونحن نعرفها بالتَّجربة، وبالقراءة في تاريخها الذي عمره ثمانين سنة، أو أقل، لن يحكموا بالإسلام تمامًا، اغسلوا قلوبكم، أينما تَولَّوا لن يحكموا بالإسلام، وأما أولئك فالأمر فيهم أظهر، وأظهر، فالدِّيمقراطيون العلمانيون، أو اللِّبراليون، أو الحقوقيون، أو الشّيوعيون، أو البعثيون، أو الاشتراكيون، أو الدِّيمقراطيون، قل ما شئت، هؤلاء أصلا هم حرب على الإسلام، ونحن نبرأ إلى الله من هؤلاء، وهؤلاء، نحن ندعو إلى كتاب الله، وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وإلى أن يكون الحاكم هو الإسلام على الوجه الشَّرعي، الصَّحيح.
وأعجب من ذلك من تسمعونهم ينعقون عندكم في هذه البلاد، الآن انتهينا من الطَّائفتين برى، أعجب من ذلك كله، من ينعق عندنا هنا، هؤلاء النَّاعقون، أنا أسميهم بالنَّاعقين وهم المغردون، كما يقولون عن أنفسهم، الذين توتروا في التَّويتر، هؤلاء النَّاعقون الذين ينعقون تعجب منهم، أن يصفقوا، ويطبلوا لهؤلاء الذين مرَّ ذكرهم، المسمَّين بالإسلاميين، ويرون هذا هو أول فتح للمسلمين، وكأن الآن بداية حكم الإسلام، ولا يرون ما هم فيه من الخير، والحكم الشَّرعي، المحاكم الشَّرعية قائمة، وهذا أحد القضاة بجانبي، هل بيوم من الأيام حكموا بالمادة كذا من الدستور الفلاني؟ ما هو موجود، الحكم بكتاب الله وبسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-؟ والمرء يُحاكِم، ويحاكَم، ويرافع بنفسه، ويوكل من يرافع عنه، والمحاكم مشرعة، والأبواب مفتوحة، وهذا يتجاهلونه كله، المطر عليهم ليلًا ونهارًا لا يرونه، والنُّقطة تنزل في أرض جدباء يرونها هي العام والخصب، يا لله العجب!!!
تعجب لا تعجب لأن هؤلاء يربطهم جميعًا رابط الدَّعوة هذه، الدعوة الإخوانية، هناك إخوان ببنطلون، وهنا إخوان بشماغ وبشت، والدَّعوة واحدة، والمنهج واحد،
أَبْنَــاءُ جِلْدَتِنــا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنــا    **    لكِنُّــهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَــلاءُ
هم صح، ما يعطل أسماء الله وصفاته، ولا ينكر ذلك، ولا هو في توحيد الألوهية مشرك، ولا مخرِّف، لكن يبقى عنده مذهب الخوارج، وأنا أسأل هؤلاء جميعًا الخوارج الأولى هل كان عندهم شيء من هذا!!
ما عندهم إلا الخروج، فسموا خوارج، القدرية الأولى كانت هذه البدع عندها !! ما عندها إلا بدعة القدر، فصارت فرقة، طائفة مستقلة، واشتهرت بهذا وسميت به.

مستفاد من: دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي 

الاثنين، 26 أغسطس 2013

وقفة مع قوله تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا) - ابن القيم

قوله تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا) [البقرة: 268] .

قيل: (يعدكم الفقر) [البقرة: 268] : يخوفكم به، 
يقول: إن أنفقتم أموالكم افتقرتم،
 (ويأمركم بالفحشاء) [البقرة: 268] قالوا: هى البخل فى هذا الموضع خاصة، 
ويذكر عن مقاتل والكلبى كل فحشاء فى القرآن فهى الزنا إلا فى هذا الموضع فإنها البخل.

والصواب: أن الفحشاء على بابها، وهى كل فاحشة، فهى صفة لموصوف محذوف، فحذف موصوفها إرادة للعموم، أى بالفعلة الفحشاء والخلة الفحشاء، ومن جملتها البخل، فذكر سبحانه وعد الشيطان وأمره يأمرهم بالشر ويخوفهم من فعل الخير، وهذان الأمران هما جماع ما يطلبه الشيطان من الإنسان فإنه إذا خوفه من فعل الخير تركه، وإذا أمره بالفحشاء وزينها له ارتكبها، وسمى سبحانه تخويفه وعد الانتظار الذى خوفه إياه كما ينتظر الموعود ما وعد به ثم ذكر سبحانه وعده على طاعته، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهى المغفرة والفضل، فالمغفرة: وقاية الشر، والفضل: إعطاء الخير، وفى الحديث المشهور: "إن للمَلك بقلب ابن آدم لمة، وللشيطان لمة، فلمة الملك: إيعاد بالخير، وتصديق بالوعد، ولمة الشيطان: إيعاد بالشر، وتكذيب بالوعد"، ثم قرأ: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) [البقرة: 268] الآية.

فالملك والشيطان يتعاقبان على القلب تعاقب الليل والنهار، فمن الناس من يكون ليله أطول من نهاره، وآخر بضده، ومنهم من يكون زمنه نهاراً كله، وآخر بضده، نستعيذ بالله تعالى من شر الشيطان.

 ------------------------

إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان– المجلد الأول

{ توجيهــات عامــة للشبــاب وواجبهــم نحــو الدعــوة } لفضيلــة العلامــة ربيــع بــن هــادي المدخلــي -حفظــه الله تعالــى-

{ توجيهــات عامــة للشبــاب وواجبهــم نحــو الدعــوة }

لفضيلــة العلامــة ربيــع بــن هــادي المدخلــي -حفظــه الله تعالــى-

رابـــط التحميــل




 

الأحد، 25 أغسطس 2013

إلى كل من تعب في البحث عن زوجة صالحة ، ولم يظفر بها إلى الآن


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ..
أما بعد :
فقال الحافظ ابن القيم رحمه الله في القصيدة النونية ، المسماة : ’’ الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية ‘‘ :

إِنْ كَانَ قَدْ أَعْيَاكَ خُودٌ مِثْلُ مَــا *** تَبْغِي وَلَمْ تَظْفَرْ إِلَى ذَا الآنِ
فَاخْطُبْ مِنَ الرَّحْمَنِ خُوداً ثُمَّ قَدْ *** دِمْ مَهْرَهَا مَا دُمْتَ ذَا إِمْكَانِ
ذَاكَ النِّكَاحُ عَلَيْكَ أَيْسَرُ إِنْ يَكُنْ *** لَكَ نِسْبَةٌ لِلْعِلْمِ وَالإيــمَانِ

قال الشيخ محمد خليل هرّاس ، رحمه الله ، شارحا لهذه الأبيات :
’’ وَإِنْ كُنْتَ لا تَزَال عَزَباً لَمْ تَنكحِ النساءَ ، ولم تَجِد من ترغب فيها من ذوات الجمال والعِفَّة والدين والْخُلق ،
فما عليك إلا أن تصبر عنهن بقيةَ عُمرك ،
وأن تُيَمِّمَ وَجهك شَطرَ الْخُرَّد الغِيدِ من عرائس الجِنان ،
فتخطِبَ لنفسك واحدةً منهن مِنْ ربِّك الرحمن ، ثم تُقَدِّمَ لها مَهرَها من الإيمان والتُّقى ما دُمْتَ ذا قدرة وإمكان .
فذلك النكاح أَيْسَرُ وَأَخَفُّ كُلْفَةً مِن خِطبة واحدةٍ من نساءِ هذا الزمان ، ولا سِيَّمَا على من له نَسَبٌ بالعلم والإيمان ‘‘.
اهـ .

* * * * *

ولا ننسى أن على الأزواج كذلك أن يفكروا في خطبة الحور، فما نساء الدنيا بأولئك، مستحضرين: ما جاء عن معاذ أن رسول الله قال: (( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا )) [صححه الألباني].

ابن القيم - الدُّنْيَا كامرأة بغي لَا تثبت مَعَ زوج


يقول ابن القيم 


 الدُّنْيَا كامرأة بغي لَا تثبت مَعَ زوج  إِنَّمَا تخْطب الْأزْوَاج ليستحسنوا عَلَيْهَا فَلَا ترْضى بالدياثة.

ميزت بَين جمَالهَا وفعالها ... فَإِذا الملاحة بالقباحة لَا تفي

حَلَفت لنا أَن لَا تخون عُهُودنَا ... فَكَأَنَّهَا حَلَفت لنا أَن لَا تفي


السّير فِي طلبَهَا سير فِي أَرض مسبعَة والسباحة فِيهَا سباحة فِي غَدِير التمساح المفروح بِهِ مِنْهَا هُوَ عين المحزون عَلَيْهِ آلامها مُتَوَلّدَة من لذاتها وأحزانها من أفراحها.

مآرب كَانَت فِي الشَّبَاب لأَهْلهَا ... عَذَاب فَصَارَت فِي المشيب عذَابا

طَائِر الطَّبْع يرى الْحبَّة وَعين الْعقل ترى الشّرك غير أَن عين الْهوى عميا

وَعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة ... كَمَا أَن عين السخط تبدي المساويا


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفوائد

أقوال علماء السنة فى جماعة الاخوان المسلمين





فتوى سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله




سئل رحمه الله: أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم، قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة...)) الحديث فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور ....، هل هاتان الفرقتان تدخل في الفرق الهالكة ؟


الجواب: (تدخل في الاثنتين والسبعين،و من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الاثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية، السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع، أقسام

فقال السائل: - يعني - هاتان الفرقتان من ضمن الاثنتين والسبعين ؟

الجواب: (نعم، من ضمن الثنتين والسبعين) اهـ


[من شريط أحد دروس المنتقى فى مدينة الطائف قبل وفاته بسنتين رحمه الله]


السؤال: سماحة الشيخ: حركة الإخوان المسلمين دخلت المملكة منذ فترة، وأصبح لها نشاط بين طلبة العلم، ما رأيكم في هذه الحركة ؟ وما مدى توافقها مع منهج السُنة والجماعة ؟
الجواب: (حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم ؛ لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلى توحيد الله وإنكار الشرك وإنكار البدع، لهم أساليب خاصة ينقصها عدم النشاط في الدعوة إلى الله ، وعدم التوجه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السُنة والجماعة، فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السَلفية، الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبادة القبور، والتعلق بالأموات، والاستغاثة بأهل القبور كالحسن و الحسبن و البدوي، و ما أشبه ذلك، يجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى لا إله إلا الله التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة دعا إلى توحيد الله، إلى معنى لا إله إلا الله، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر، وكذلك ينتقدون عليهم عدم العناية بالسُنة: تتبع السُنة، والعناية بالحديث الشريف، وما كان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها، ونسأل الله أن يوفقهم ويعينهم ويصلح أحوالهم) اهـ
[نقلاً عن مجلة (المجلة) عدد806]



  فتوى محدث الشام العلامة السلفى الشيخ محمد ناصر الدين الألبانى رحمه الله:

قال  (ليس صوابًا أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السُنة، لأنهم يحاربون السُنة) "من شريط فتوى حول جماعة التبليغ و الاخوان من تسجيلات منهاج السنة بالرياض"


فتوى العلامة  السلفى الشيخ (محمد بن عثيمين رحمه الله فى حكم تعدد الجماعات:

سئل رحمه الله: هل هناك نصوص في كتاب الله و سُنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيهما إباحة تعدد الجماعات أو الإخوان ؟
الجواب: (ليس في الكتاب ولا في السُنة ما يبيح تعدد الأحزاب والجماعات، بل إن في الكتاب والسُنة ما يذم ذلك , قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) وقال تعالى: (كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) ولا شك أن هذه الأحزاب تتنافى مع ما أمر الله به , بل ما حث الله عليه في قوله: (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ).
وقولُ بعضهم: إنه لا يمكن للدعوة أن تقوى إلا إذا كانت تحت حزب ؟! نقول: هذا ليس بصحيح , بل إن الدعوة تقوى كلما كان الإنسان منطويًا تحت كتاب الله، وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، متبعًا لآثار النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين) اهـ
[من كتاب "جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات" لفضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله )


فتوى فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان:

سئل حفظه الله : هل هذه الجماعات تدخل فى الاثنتين و السبعين فرقة الهالكة؟
فقال : نعم كل من خالف عقيدة أهل السنة و الجماعة ممن ينتسب الى الاسلام فى الدعوة أو فى العقيدة أو فى شىء من أصول الايمان فانه يدخل فى الاثنتين و السبعين فرقة و يشمله الوعيد و يكون له من الذم و الوعيد بقدر مخالفته.
- و سئل ما حكم وجود مثل هذه الفرق التبليغ و الاخوان المسلمين و حزب التحرير و غيرها فى بلاد المسلمين عامة؟
- فقال : هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا و تفرقنا و تجعل هذا تبليغيا و هذا اخوانيا و هذا كذا ... لم هذا التفرق؟ هذا كفر بنعمة الله سبحانه و تعالى و نحن على جماعة واحدة و على بينة من أمرنا لماذا نستبدل الذى هو أدنى بالذى هو خير؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه و تعالى به من الاجتماع و الألفة و الطريق الصحيح و ننتمى الى جماعات تفرقنا و تشتت شملنا و تزرع العداوة بيننا هذا لا يجوز أبدا.
" من كتاب الأجوبة المفيدة عن المناهج الجديدة "


فتوى فضيلة الشيخ العلامة صالح اللحيدان حفظه الله:

قال : (الإخوان، وجماعة التبليغ، ليسوا من أهل المناهج الصحيحة، فإن جميع الجماعات والتسميات ليس لها أصل في سلف هذه الأمة، وأول جماعة وُجدت وحملت الاسم، جماعة الشيعة، تسموا بالشيعة، وأما الخوارج، فما كانوا يسمون أنفسهم إلا بأنهم المؤمنون) اهـ

[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين - تسجيلات منهاج السنة السمعية بالرياض]


فتوى فضيلة الشيخ العلامة عبد الله الغديان حفظه الله:
قال حفظه الله: (البلاد هذي كانت ما تعرف اسم جماعات لكن وفد علينا ناس من الخارج، وكل ناس يؤسسون ما كان موجودًا في بلدهم، فعندنا مثلاً ما يسمونهم بجماعة الإخوان المسلمين، وعندنا مثلاً جماعة التبليغ، وفيه جماعات كثيرة، كل واحد يرأس له جماعة يريد أن الناس يتبعون هذه الجماعة، ويحرِّم ويمنع اتباع غير جماعته، ويعتقد أن جماعته هي التي على الحق، وأن الجماعات الأخرى على ضلالة، فكم فيه حق في الدنيا ؟!
الحق واحد. كما ذكرت لكم  أن الرسول صلى الله عليه وسلم بيَّن افتراق الأمم، وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فِرقة , كُلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال: ((من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)).
كل جماعة تضع لها نظام، ويكون لها رئيس، وكل جماعة من هذه الجماعات يعملون بيعة، ويريدون الولاء لهم، وهكذا، فيفرِّقون الناس - يعني البلد الواحدة - تجد أن أهلها يفترقون فِرق، وكل فِرقة تَنشأ بينها وبين الفِرقة الأخرى عداوة، فهل هذا من الدين ؟ لا , ليس هذا من الدين، لأن الدين واحد، والحق واحد، والأمة واحدة، الله جل وعلا يقول: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ } ما قال كنتم أقسامًا ! لا , قال:{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }.
وفي الحقيقة، إن الجماعات هذه جاءتنا وعملت حركات في البلد ؛ حركات سيئة، لأنها تستقطب وبخاصة الشباب، لأنهم ما يبون [أي: لا يريدون] الناس الكبار هذولا [أي: هؤلاء] قضوا منهم، ما لهم فيهم شغل !
لكن يجون [أي: يأتون] أبناء المدارس في المتوسط، وأبناء المدارس في الثانوي، وأبناء المدارس في الجامعات، وهكذا بالنظر للبنات أيضًا، فيه دعوة الآن لجماعة الإخوان المسلمين، وفيه دعوة لجماعة التبليغ حتى في مدارس البنات ! فلماذا لا يكون الإنسان مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!) اهـ
[فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين: تسجيلات منهاج السُنة بالرياض].


فتوى فضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله:
 لما سئل عن جماعتى التبليغ و الاخوان المسلمين قال حفظه الله ". هذه الفرق المختلفة الجديدة، أولاً: هي محدثة، ميلادها في القرن الرابع عشر، وقبل القرن الرابع عشر ما كانت موجودة، وما كانت مولودة، هي في عالم الأموات، أما المنهج القويم، والصراط المستقيم، فميلاده وأصله من بعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من حين بعثته عليه الصلاة والسلام، فمن اقتدى بهذا الحق والهدى، فهو الذي سلم ونجى، ومن حاد عنه، فإنه منحرف، تلك الفرق، أو تلك الجماعات، من المعلوم أن عندها صواب وعندها خطأ، لكن أخطاؤها كبيرة، وعظيمة، فيحذر منها، ويحرص على اتباع الجماعة الذين هم أهل السنة والجماعة، والذين على منهج سلف الأمة، والذين التعويل عندهم على ما جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام، وليس التعويل على أمور جاءت من عند فلان وفلان، وعلى طرق ومناهج أحدثت في القرن الرابع عشر الهجري، فإن تلك الجماعات أو الجماعتين اللتان أشير إليهما إنما وجدتا وولدتا في القرن الرابع عشر على هذا المنهج، وعلى هذه الطريقة المعروفة، التي هي الالتزام بما كانوا عليه مما أحدثه من أحدث تلك المناهج، وأوجد تلك المناهج، فالاعتماد ليس على أدلة الكتاب والسُنة, وإنما هو على آراء وأفكار ومناهج جديدة مُحدثة، يبنون عليها سَيرهم ومنهجهم، ومِن أوضح ما في ذلك أن الولاء والبراء عندهم إنما يكون لمن دخل معهم ومن كان معهم.
فمثلاً جماعة الإخوان، من دخل معهم، فهو صاحبهم, يوالونه, ومن لم يكن معهم، فإنهم يكونون على خلافٍ معه، أما لو كان معهم - ولو كان من أخبث خلق الله، ولو كان من الرافضة - فإنه يكون أخاهم، ويكون صاحبهم، ولهذا من مناهجهم أنهم يجمعون من هبَّ ودب، حتى الرافضي الذي هو يُبغض الصحابة، ولا يأخذ بالحق الذي جاء عن الصحابة، إذا دخل معهم في جماعتهم، فهو صاحبهم، ويُعتبر واحدًا منهم, له ما لهم، وعليه ما عليهم ."فتاوى العلماء فى الجماعات و أثرها على بلادالحرمين – تسجيلات منهاج السنة بالرياض"


كلام معالى الشيخ صالح بن عبد العزيز ال الشيخ وزير الشؤون الاسلامية (بالسعودية) حفظه الله
قال حفظه الله " و أما جماعة الإخوان المسلمين فإن من أبرز مظاهر الدعوة عندهم التكتم، والخفا، والتلون، والتقرب إلى مَن يظنون أنه سينفعهم، وعدم إظهار حقيقة أمرهم، يعني أنهم باطنية بنوعٍ من أنواعها، وحقيقة الأمر يخفى, مِنهم من خالط بعض العلماء والمشايخ زمانًا طويلاً, وهو لا يعرف حقيقة أمرهم, يُظهر كلامًا ويُبطن غيره، لا يقول كلَّ ما عنده، ومن مظاهر الجماعة وأصولها أنهم يُغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم، ولهم في هذا الإغلاق طرقٌ شتى متنوعة: منها إشغال وقت الشباب جميعه من صُبحه إلى ليله حتى لا يسمع قولاً آخر، ومنها أنهم يحذِّرون ممن ينقدهم، فإذا رأوا واحدًا من الناس يعرف منهجهم وطريقتهم وبدأ في نقدهم وفي تحذير الشباب من الانخراط في الحزبية البغيضة أخذوا يحذِّرون منه بطرق شتى: تارةً باتهامه، وتارةً بالكذب عليه، وتارةً بقذفه في أمور هو منها براء ويَعلمون أن ذلك كذب، وتارةً يقفون منه على غلط فيُشنعون به عليه، ويضخِّمون ذلك حتى يصدُّوا الناس عن اتباع الحق والهُدى، وهم في ذلك شبيهون بالمشركين - يعني في خصلةٍ من خِصالهم - حيث كانوا ينادون على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجامع بأن هذا صابئ، وأن هذا فيه كذا وفيه كذا، حتى يصدُّوا الناس عن اتباعه.
أيضًا مما يميِّز الإخوان عن غيرهم أنهم لا يحترمون السُنة، ولا يحبون أهلها، وإن كانوا في الجملة لا يُظهرون ذلك، لكنهم في حقيقة الأمر ما يحبون السُنة، ولا يَدعُون لأهلها، وقد جربنا ذلك في بعض من كان منتميًا لهم أو يخالط بعضهم، فتجد أنه لَمَّا بدأ يقرأ كتب السُنة مثل صحيح البخاري، أو الحضور عند بعض المشايخ لقراءة بعض الكتب, حذَّروه، وقالوا: هذا لا ينفعك, وش ينفعك صحيح البخاري ؟ ماذا تنفعك هذه الأحاديث ؟ انظر إلى العلماء هؤلاء ما حالهم ؟ هل نفعوا المسلمين ؟ المسلمون في كذا وكذا، يعني أنهم لا يقرِّون فيما بينهم تدريس السُنة، ولا محبة أهلها، فضلاً عن أصل الأصول ألا وهو الاعتقاد بعامة.
من مظاهرهم أيضًا أنهم يرومون الوصول إلى السُلطة، وذلك بأنهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل, وتارةً تكون تلك الرؤوس ثقافية، وتارةً تكون تلك الرؤوس تنظيمية، يعني أنهم يَبذلون أنفسهم، ويُعينون بعضهم، حتى يصل بطريقة أو بأخرى إلى السُلطة، وقد يكون مغفولاً عن ذلك، يعني إلى سُلطة جزئية، حتى ينفُذُون من خلالها إلى التأثير، وهذا يتبع أن يكون هناك تحزب، يعني يقرِّبون مِنهم من في الجماعة, ويُبعِدون من لم يكن في الجماعة، فيُقال: فلان ينبغي إبعاده، لا يمكّن من هذا, لا يمكّن من التدريس، لا يمكّن من أن يكون في هذا، لماذا ؟ والله هذا عليه ملاحظات ! ما هي هذه الملاحظات ؟ قال: ليس من الشباب ! ليس من الإخوان، ونحو ذلك، يعني: صار عندهم حب وبغض في الحزب أو في الجماعة، وهذا كما جاء في حديث الحارث الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من دعا بدعوى الجاهلية، فإنه من جثاء جهنم)) قال: وإن صلى وصام ؟ قال: ((وإن صلى وصام، فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها ربكم، المسلمين والمؤمنين عباد الله)) وهو حديث صحيح، كذلك ما جاء في الحديث المعروف، أنه عليه الصلاة والسلام قال لمن انتخى بالمهاجرين وللآخر الذي انتخى بالأنصار قال: ((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم !)) مع أنهما اسمان شرعيان, المهاجر والأنصاري, لكن لَمَّا كان هناك موالاة ومعاداة عليهما ونصرة في هذين الاسمين، وخرجت النصرة عن اسم الإسلام بعامة، صارت دعوى الجاهلية، ففيهم من خِلال الجاهليةِ شيءٌ كثير, و لهذا ينبغى للشباب أن ينبهوا على هذا الأمر بالطريقة الحسنى المثلى حتى يكون هناك اهتداء الى طريق  أهل السنة و الجماعة والى منهج السلف الصالح كما أمر الله جل و علا بقوله " ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى أحسن" أيضا من مظاهرهم بل مما يميزهم عن غيرهم أن الغاية عندهم من الدعوة هو الوصول الى الدولة هذا أمر ظاهر بين فى منهج الاخوان بل فى دعوتهم , الغاية من دعوتهم هو الوصول الى الدولة أما أن ينجى الناس من عذاب الله جل و علا و أن تبعث لهم الرحمة بهدايتهم الى ما ينجيهم من عذاب القبر و عذاب النار و ما يدخلهم الجنة فليس ذلك عندهم كثير أمر و لا كبير شأن و لا يهتمون بذلك لأن الغاية عندهم اقامة الدولة و لهذا يقولون : الكلام فى الحاكم يجمع الناس و الكلام فى أخطاء الناس و معاصيهم يفرق الناس فابذلوا ما به تجتمع عليكم القلوب , و هذا لا شك أنه خطأ تأصيلى و نية فاسدة فان النبى صلى الله عليه و سلم بين أن مسائل القبر ثلاث : يسأل عن ربه و عن دينه و عن نبيه صلى الله عليه و سلم فمن صحب أولئك زمنا طويلا و هو لم يعلم ما ينجيه اذا أدخل فى القبر فهل نصح له ؟ و هل حب له الخير ؟ انما جعل أولئك ليستفاد منهم للغاية , و لو أحبوا المسلمين حق المحبة لبذلوا النصيحة فيما ينجيهم من عذاب الله علموهم التوحيد و هو أول مسؤول عنه ) اهـ

[المرجع: فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين - تسجيلات منهاج السنة بالرياض]