هذه بدأت أكرِّرها على إخواني، يعني أشد بها عزم نفسي وعزم إخواني مستعيناً بالله.
فإن صاحب السُّنة في هذا الزمان صارت الأمانة عليه أشد مما مضى من الأيام،
قبل أن تظهر هذه الفتن هذا الظهور، وتَبِعَةُ ذلك التي يتحملها صاحب السنة
هي كلمة الحق، حتى قال بعض أئمتنا من السلف -كأنه الحسن البصري- : "إن
كلمة الحق لم تبقِ لنا صاحبا"، وهذا من ضرورِ الفهم والبصيرة أن
يدركه صاحب السُّنة، كلمة الحق والصدع به دِيانة وإخلاصاً لله لها تبعات،
من تبعاتها: الغربة، ومن تبعاتها: الوحشة، لا تجد من يسلك معك في الطريق
فربما تستوحش .
ومن تبعاتها: أن تصدع باعتقادك، وأن تُبتلى، وأن تؤذى،
لذلك لما نصح العبد الصالح ولده :{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ
بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ } ،
فلو تأملت سياق القرآن، وأَذكر آيتين جمعت هذين المعنيين، آية تأمر
بالقيام بواجب الدين والصدع بالحق يتبعها الصبر، وآية تأمر بتبليغ الرسالات
ويتبعها اليقين والثقة بالله، أما الأولى فقول العبد الصالح لقمان حاكياً
ربنا عنه { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ
عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ
الْأُمُورِ }، فبعد أن أمره أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر أن يصبر
على الأذى، لأن هذا من لوازم كلمة الحق، لا بد أن تجد للحق مبغِضين
ومعاندين وكارهين، فلا بد أن تتهيأ للصبر لتكون رجلاً يحتمل الأذى ابتغاء
مرضاة الله.
وأما الآية الأخرى فقوله تعالى في سورة الأحزاب{ الَّذِينَ
يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً
إِلَّا اللَّهَ }، قرَن الله بين أمرين:
بين أداء الحق والأمانة
وبين الجرأة،
الذين يبلِّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، عُلِم من
ذلك أنَّ مَنْ خشي غير الله ضَعُف أن يقوم بالحق على قدرِ ما ضعُف من قلبه
اليقين، لذلك الناس يتفاوتون في كلمة الحق، ولذلك لا بد عند الفتن يتهيأ
صاحب السنة لأمور:
أولها: أن يقول الحق ولو أدَّى أن يطعن في نفسه {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ}، قد يقتضي الحق منك أن تطعن في أبويك دِيانة، كيف تطعن في
أبويك؟
لو أن أباك ظَلم، فرأيت ظلمه ثم دُعيت إلى مجلس القضاء، هل
ظلم؟ -وأنت تعلم أنه فعل الظلم- تقول: نعم ظلم، وفعل كيت وكيت، فأول أمرك
أن تصدع بالحق ولو على أحب الناس إليك، ولذلك أقول: لو أن صاحب الباطل من
أهل الضَّلال وأهل البدع وأهل الانحرافات جاء وغسل قدميك ثم مسحها لك
بالمنديل فبعد أن ينتهي وأنت تقول: هو صاحب بدعة، هو صاحب بدعة من قبل أن
يغسل قدميك ومن بعدها، لأنك تتكلم في الناس ديانة، ومن تكلم في الناس ديانة
قُبِل قوله وارتفع ذكره...
مفرغة من كلمة للشيخ خالد عبد الرحمن المصري حفظه الله
هذه بدأت أكرِّرها على إخواني، يعني أشد بها عزم نفسي وعزم إخواني مستعيناً بالله.
فإن صاحب السُّنة في هذا الزمان صارت الأمانة عليه أشد مما مضى من الأيام، قبل أن تظهر هذه الفتن هذا الظهور، وتَبِعَةُ ذلك التي يتحملها صاحب السنة هي كلمة الحق، حتى قال بعض أئمتنا من السلف -كأنه الحسن البصري- : "إن كلمة الحق لم تبقِ لنا صاحبا"، وهذا من ضرورِ الفهم والبصيرة أن يدركه صاحب السُّنة، كلمة الحق والصدع به دِيانة وإخلاصاً لله لها تبعات، من تبعاتها: الغربة، ومن تبعاتها: الوحشة، لا تجد من يسلك معك في الطريق فربما تستوحش .
ومن تبعاتها: أن تصدع باعتقادك، وأن تُبتلى، وأن تؤذى، لذلك لما نصح العبد الصالح ولده :{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ } ، فلو تأملت سياق القرآن، وأَذكر آيتين جمعت هذين المعنيين، آية تأمر بالقيام بواجب الدين والصدع بالحق يتبعها الصبر، وآية تأمر بتبليغ الرسالات ويتبعها اليقين والثقة بالله، أما الأولى فقول العبد الصالح لقمان حاكياً ربنا عنه { يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }، فبعد أن أمره أن يأمر بالمعروف وأن ينهى عن المنكر أن يصبر على الأذى، لأن هذا من لوازم كلمة الحق، لا بد أن تجد للحق مبغِضين ومعاندين وكارهين، فلا بد أن تتهيأ للصبر لتكون رجلاً يحتمل الأذى ابتغاء مرضاة الله.
وأما الآية الأخرى فقوله تعالى في سورة الأحزاب{ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ }، قرَن الله بين أمرين:
بين أداء الحق والأمانة
وبين الجرأة،
الذين يبلِّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله، عُلِم من ذلك أنَّ مَنْ خشي غير الله ضَعُف أن يقوم بالحق على قدرِ ما ضعُف من قلبه اليقين، لذلك الناس يتفاوتون في كلمة الحق، ولذلك لا بد عند الفتن يتهيأ صاحب السنة لأمور:
أولها: أن يقول الحق ولو أدَّى أن يطعن في نفسه { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}، قد يقتضي الحق منك أن تطعن في أبويك دِيانة، كيف تطعن في أبويك؟
لو أن أباك ظَلم، فرأيت ظلمه ثم دُعيت إلى مجلس القضاء، هل ظلم؟ -وأنت تعلم أنه فعل الظلم- تقول: نعم ظلم، وفعل كيت وكيت، فأول أمرك أن تصدع بالحق ولو على أحب الناس إليك، ولذلك أقول: لو أن صاحب الباطل من أهل الضَّلال وأهل البدع وأهل الانحرافات جاء وغسل قدميك ثم مسحها لك بالمنديل فبعد أن ينتهي وأنت تقول: هو صاحب بدعة، هو صاحب بدعة من قبل أن يغسل قدميك ومن بعدها، لأنك تتكلم في الناس ديانة، ومن تكلم في الناس ديانة قُبِل قوله وارتفع ذكره...
مفرغة من كلمة للشيخ خالد عبد الرحمن المصري حفظه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق