الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

ليس شرطاً أن تجتمع البدع كلها ليقال مبتدعة




الدعوة الإخوانية، هناك إخوان ببنطلون، وهنا إخوان بشماغ وبشت، والدَّعوة واحدة، والمنهج واحد
أَبْنَـاءُ جِلْدَتِنا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنـا  ** لكِنُّـهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَـلاءُ

هم صح، ما يعطل أسماء الله وصفاته، ولا ينكر ذلك، ولا هو في توحيد الألوهية مشرك، ولا مخرِّف، لكن يبقى عنده مذهب الخوارج، وأنا أسأل هؤلاء جميعًا الخوارج الأولى هل كان عندهم شيء من هذا!!
ما عندهم إلا الخروج، فسموا خوارج، القدرية الأولى كانت هذه البدع عندها !! ما عندها إلا بدعة القدر، فصارت فرقة، طائفة مستقلة، واشتهرت بهذا وسميت به.
فليس شرطًا أن يجتمع في هؤلاء البدع كلها، أو أكثرها حتى يقال عنهم إنهم مبتدعة، أبدًا، لكن مع مرور الزَّمن تلاقحت الأفكار في هذه الطوائف فغذَّى بعضها بعضًا، فصار الخوارج معتزلة، وصار الخوارج صوفية، وهكذا المعتزلة صاروا خوارج، وصار عندهم ما عندهم من التَّصوف مع مرور الدَّهر، وصار الرَّوافض معتزلة، لـمَّا دخله أبو هشام وقل ما شئت في هذا.
لكن أصول البدع، ما خرجت إلا ببدعة واحدة عن طريق السَّلف، هؤلاء الخوارج عندهم الخروج، هؤلاء القدرية عندهم القدر، هؤلاء المرجئة عندهم الإرجاء، وبقية العقيدة سليمة، لكن ضلوا في باب من الأبواب، فصاروا من أهل الأهواء والبدع، نسأل الله العافية والسَّلامة.

فإذا كان هؤلاء درسوا التَّوحيد، فواجهوا ما واجهوا فيه، وطبقوه كله إلا مسألة السَّمع والطاعة للحكَّام وتكفير المسلمين، يبقون أهل سنة؟!! 

لا والله ما هم بأهل سنة، ولو كانوا دارسين عندنا، هؤلاء أهل بدع، ولهذا أنتم رأيتم في هذه الأيام، مقالات هؤلاء أو أكثر هؤلاء، وسمعتم نعيقهم الذي يسمونه تغريدًا، فالتغريد هو الصَّوت الحسن، الذي تسمعه فيُشنِّف سمعك وأذنك، أما هذا فهو أخس من نعيق الغربان أصوات قبيحة، ودعوات أقبح، ومذاهب منحرفة.

مستفاد من: دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق