هذا
الرَّبيع العربي الذي يسمونه، وهذه التَّسمية من الكفار، رياح التَّغيير
التي هبَّت على العالم العربي الإسلامي، هذا الرَّبيع الذي يسمونه اتحدَّ
فيه هذان السببان والعاملان الخبيثان:
· أما العامل الأول: هو عامل الخوارج فكان وراءه طائفة الإخوان المسلمين، والجماعات الإسلامية المتفرعة عنها،
· وأما البدعة الثَّانية والعامل الثَّاني الحديث: وهو
ما سمعتموه، وهو الدعوة إلى الدِّيمقراطية فهذه أربابها العلمانيون،
وأذنابهم الذين عاشوا في بلاد الغرب، ثم عادوا إلى بلاد المسلمين، وإن شئت
فقل عاشوا في الغرب، ثم عاثوا في العالم الإسلامي، عاشوا هناك ثم عاثوا {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ } [الشعراء: 183].
فهذه الطَّائفة من علمانية ومن كان على شاكلتهم، وأخس وأحط اللِّيبراليون، وقل ما شئت من بقية الأسماء التي على هذا المعتقد، وعلى هذه المناهج الفاسدة، فلا هؤلاء، ولا هؤلاء.
هؤلاء الطائفة الأولى طائفة الإخوان المسلمين:
والله لا يطبقون الإسلام ولن يطبقوه؛ لأننا قد سمعنا تصريحات كبارهم بأن
الإسلام ليس هو القطع، والجلَّد، والرجم، وإلا الآخر الذي يقول إن الجلد،
والرجم، أو القطع، والقتل هذا ليس من الشَّريعة،
هؤلاء
ماذا يٌنتظر منهم إذا حكموا؟!، ما ينتظر منهم شيء، و إلا الآخر الثَّالث
الذي يقول لما قابلته المقابلة الغربية الإسبانية، قالت: أنا تعجبت حينما
دخلت إلى تونس، قلت سأجد بعد الثَّورة وقد حكمها الإسلاميون أن تتغير، لكن
أنا وجدت -وهي تستغرب- وجدت البارات والحانات مفتوحة، فأجابها المتحدث باسم
الإسلاميين، قال هذا عندنا نحن لا نكره النَّاس، ثَم فرق بين إسلام الحكم،
وإسلام التَّحكم، فنحن ما نتحكم في النَّاس.
ما
شاء الله الحانات زادت، والبارات مفتوحة، طيب وش الفرق بين عهد ابن علي،
وعهد هؤلاء، فرق بين الإسلام الحكم، و الإسلام التَّحكم فابن علي يقول لك:
الإسلام الحكم، والإسلام التَّحكم، فرق بينهما خلاص، هذا باب إسلام حكم،
ما هو موجود إسلام التَّحكم، هذا ليس موجودًا، فهذا كلام ساقط يرده
العقلاء، فضلًا عن طلاب العلم، فضلًا عن العلماء، من عرف و أدرك علمًا
يسيرًا قليلاً من الشَّرع، يضحك على هؤلاء، ويحمد الله على نعمة العلم،
التي منَّ بها عليه.
فهذه
الطَّائفة لا تطمع في يوم من الأيام أنَّها تحكم الإسلام أبدًا، ونحن
نعرفها بالتَّجربة، وبالقراءة في تاريخها الذي عمره ثمانين سنة، أو أقل، لن
يحكموا بالإسلام تمامًا، اغسلوا قلوبكم، أينما تَولَّوا لن يحكموا
بالإسلام، وأما أولئك فالأمر فيهم أظهر، وأظهر، فالدِّيمقراطيون
العلمانيون، أو اللِّبراليون، أو الحقوقيون، أو الشّيوعيون، أو البعثيون،
أو الاشتراكيون، أو الدِّيمقراطيون، قل ما شئت، هؤلاء أصلا هم حرب على
الإسلام، ونحن نبرأ إلى الله من هؤلاء، وهؤلاء، نحن ندعو إلى كتاب الله،
وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وإلى أن يكون الحاكم هو الإسلام على
الوجه الشَّرعي، الصَّحيح.
وأعجب
من ذلك من تسمعونهم ينعقون عندكم في هذه البلاد، الآن انتهينا من
الطَّائفتين برى، أعجب من ذلك كله، من ينعق عندنا هنا، هؤلاء النَّاعقون،
أنا أسميهم بالنَّاعقين وهم المغردون، كما يقولون عن أنفسهم، الذين توتروا
في التَّويتر، هؤلاء النَّاعقون الذين ينعقون تعجب منهم، أن يصفقوا،
ويطبلوا لهؤلاء الذين مرَّ ذكرهم، المسمَّين بالإسلاميين، ويرون هذا هو أول
فتح للمسلمين، وكأن الآن بداية حكم الإسلام، ولا يرون ما هم فيه من الخير،
والحكم الشَّرعي، المحاكم الشَّرعية قائمة، وهذا أحد القضاة بجانبي، هل
بيوم من الأيام حكموا بالمادة كذا من الدستور الفلاني؟ ما هو موجود، الحكم
بكتاب الله وبسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-؟ والمرء يُحاكِم،
ويحاكَم، ويرافع بنفسه، ويوكل من يرافع عنه، والمحاكم مشرعة، والأبواب
مفتوحة، وهذا يتجاهلونه كله، المطر عليهم ليلًا ونهارًا لا يرونه،
والنُّقطة تنزل في أرض جدباء يرونها هي العام والخصب، يا لله العجب!!!
تعجب لا تعجب لأن هؤلاء يربطهم جميعًا رابط الدَّعوة هذه، الدعوة الإخوانية، هناك إخوان ببنطلون، وهنا إخوان بشماغ وبشت، والدَّعوة واحدة، والمنهج واحد،
أَبْنَــاءُ جِلْدَتِنــا وَ غَــرْسُ رُبُــوعِنــا ** لكِنُّــهم فِي دِيْـنِـنـا دُخـَــلاءُ
هم
صح، ما يعطل أسماء الله وصفاته، ولا ينكر ذلك، ولا هو في توحيد الألوهية
مشرك، ولا مخرِّف، لكن يبقى عنده مذهب الخوارج، وأنا أسأل هؤلاء جميعًا
الخوارج الأولى هل كان عندهم شيء من هذا!!
ما
عندهم إلا الخروج، فسموا خوارج، القدرية الأولى كانت هذه البدع عندها !!
ما عندها إلا بدعة القدر، فصارت فرقة، طائفة مستقلة، واشتهرت بهذا وسميت
به.
مستفاد من: دعاة الثورات والديموقراطية سبب الفتنة والبلية | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق