الاثنين، 30 سبتمبر 2013

نصيحة نافعة ووصية جامعة



«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، 

أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول- قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنّه باطل من أصله -مردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ زمان ومكان- فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرت عليها الأدلة -من الكتاب والسنة-، وأقوال أساطين الملة -من علماء الأمصار- وأئمة الأقطار -وشيوخ الزهد الأخيار- وهي لعمر الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان- ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان»

[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (3/ 222) ]

 

 


اختلاف عبارات السلف في تفسير الإيمان من اختلاف التنوع

 يقول إبن تيمية رحمه الله

«ومِن هذا الباب أقوال السّلف وأئمة السّنّة في تفسير الإيمان،

 فتارة يقولون: هو قول وعمل،

 وتارة يقولون: هو قول وعمل ونيّة،

 وتارة يقولون: قول وعمل ونية واتّباع السّنّة،

 وتارة يقولون: قول باللّسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، 

 وكلّ هذا صحيح، 

 فإذا قالوا: قول وعمل، فإنّه يدخل في القول قول القلب واللّسان جميعًا وهذا هو المفهوم من لفظ القول والكلام ونحو ذلك إذا أطلق… والمقصود هنا أنّ مَن قال مِن السّلف: الإيمان قول وعمل، أراد قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح،

 ومن أراد الاعتقاد رأى أنّ لفظ القول لا يُفْهَم منه إلاّ القول الظّاهر أو خاف ذلك فزاد الاعتقاد بالقلب، 

ومن قال: قول وعمل ونيّة قال: القول يتناول الاعتقاد وقول اللسان وأمّا العمل فقد لا يُفْهَم منه النّيّة فزاد ذلك،

 ومن زاد اتّباعَ السّنّة فلأنّ ذلك كلَّه لا يكون محبوبًا لله إلاّ باتّباع السّنّة، وأولئك لم يريدوا كلَّ قول وعمل، إنّما أرادوا ما كان مشروعًا من الأقوال والأعمال، ولكن كان مقصودهم الرّدّ على المرجئة الذين جعلوه قولاً فقط، فقالوا: بل هو قول وعمل،

 والذين جعلوه أربعة أقسام فسّروا مرادهم كما سُئِل سهل بن عبد الله التّستريّ عن الإيمان ما هو؟ فقال: قول وعمل ونيّة وسنّة، لأنّ الإيمان إذا كان قولاً بلا عمل فهو كفر، وإذا كان قولاً وعملاً بلا نية فهو نفاق، وإذا كان قولاً وعملاً ونية بلا سنة فهو بدعة».

[ «مجموع الفتاوى» ابن تيمية (7/ 171-170)]

 

الأحد، 29 سبتمبر 2013

حكم من قال لأخية يا كافر أو يا منافق

حكم من قال لأخية يا كافر أو يا منافق

قال النووي في شرح مسلم [ ص: 238 ]

قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما ) وفي الرواية الأخرى ( أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال ، وإلا رجعت عليه ) ، وفي الرواية الأخرى : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه ، وهو يعلمه إلا كفر . ومن ادعى ما ليس له فليس منا ، وليتبوأ مقعده من النار . ومن دعا رجلا بالكفر ، أو قال : عدو الله ، وليس كذلك ، إلا حار عليه ) .

هذا الحديث مما عده بعض العلماء من المشكلات من حيث إن ظاهره غير مراد ; وذلك أن مذهب أهل الحق أنه لا يكفر المسلم بالمعاصي كالقتل والزنا . وكذا قوله لأخيه : يا كافر من غير اعتقاد بطلان دين الإسلام . وإذا عرف ما ذكرناه فقيل في تأويل الحديث أوجه :

أحدها : أنه محمول على المستحل لذلك ، وهذا يكفر . فعلى هذا معنى ( باء بها ) أي بكلمة الكفر ، وكذا حار عليه ، وهو معنى رجعت عليه أي : رجع عليه الكفر . فباء وحار ورجع بمعنى واحد .

والوجه الثاني : معناه رجعت عليه نقيصته لأخيه ومعصية تكفيره .

والثالث : أنه محمول على الخوارج المكفرين للمؤمنين . وهذا الوجه نقله القاضي عياض - رحمه الله - عن الإمام مالك بن أنس ، وهو ضعيف ; لأن المذهب الصحيح المختار الذي قاله الأكثرون والمحققون : أن الخوارج لا يكفرون كسائر أهل البدع .

والوجه الرابع : معناه أن ذلك يئول به إلى الكفر ; وذلك أن المعاصي ، كما قالوا ، بريد الكفر ، ويخاف على المكثر منها أن يكون عاقبة شؤمها المصير إلى الكفر . ويؤيد هذا الوجه ما جاء في رواية لأبي عوانة الإسفرايني في كتابه ( المخرج على صحيح مسلم ) : فإن كان كما قال وإلا فقد باء بالكفر ، وفي رواية إذا قال لأخيه ( يا كافر ) وجب الكفر على أحدهما .

والوجه الخامس : معناه فقد رجع عليه تكفيره ; فليس الراجع حقيقة الكفر بل التكفير ; لكونه جعل أخاه المؤمن كافرا ; فكأنه كفر نفسه ; إما لأنه كفر من هو مثله ، وإما لأنه كفر من لا يكفره إلا كافر يعتقد بطلان دين الإسلام . والله أعلم .


قال الشيخ زيد المدخلي في شرح الؤلؤ والمرجان الدرس الرابع :

عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ((أَيُّما رَجُلٍ قالَ َلأخيهِ يا كافِرُ فَقَدْ باءَ بِها أَحَدَهُما))

أولا: الحديث فيه تحذير المسلمين والمسلمات من تُهمة المُسلم والحُكمُ عليه بالكُفر كأن يُناديه يا كافِر أو يلمزه فيقول له أنت كافِر فإذا قالها المسلم لأخيه المسلم إمَّا أن يكون كما قال يعني حقيقة من وصَفه بالكُفر وقع في الكُفر فإن لم يكن كذلك رجعت على القائل لأنّه كفّر أخاه المُسلم اعتِداءً وبدُون ذنب والمقصود التّحذير للمسلمين والمسلمات من إطلاق لفظ الكُفر أو النِّفاق أو الشِّرك على المُسلم بدون المُسوِّغ وبدون دليل، نعم.



السبت، 28 سبتمبر 2013

حكم النظر إلى من هو فوقك - للشيخ: محمد بن هادي المدخلي

"حكم النظر إلى من هو فوقك"


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ, وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ, فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اَللَّهِ عَلَيْكُمْ))

هذا الحديث فيه إرشاد عظيم، ألا وهو النظر إلى من دون، والنهي عن النظر إلى من هو فوقك لماذا؟

·   لأنه يورثك القناعة هذا أولًا, والرضا بما قسمه الله -تبارك وتعالى- لك ونعم المطلب المُحصَّل من هذا الأمر، فإنك إذا رُزِقت القناعة عشت قرير العين، مطمئن النفس .

·   والأمر الثاني: أن لا تزدري نعمة اللهِ عليك فإذا نظرت إلى من هو أسفل منك وجدته أشد حاجةً، فرأيت أنك في نعمةٍ عظيمة فتحمد الله على نعمه.


أما إذا نظرت إلى من هو أعلى منك ازدريت نعمة الله، واحتقرت ما أنعم الله به عليك فغفلت عن شكره جل وعز على ما أنعم به عليك ولو كان قليلا ((إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا)) أكلة، أكلة واحدة، إذا حمَدت الله عليها رضي عنك، فكيف بمن منَّ الله سبحانه وتعالى عليه بالخير لكنهُ لا يقنع بسبب النظر إلى من هو أعلى منه، فإنك إذا نظرت إلى من هو أعلى منك في الثراء، في الدنيا، في السعة، في الرزق، في المال ونحو ذلك، أورثك ذلك الحسرة، وعِشت مهمومًا مغمومًا، ولن تُحصِّل إلا ما قد كتب الله -تبارك وتعالى- لك، فالنظر إلى من هو أسفل منك هذه فائدته:

·   الفائدة الأولى: أنه يُورِثُك القناعة.

·   الفائدة الثانية: ما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم أنك لا تزدري نعمة الله -تبارك وتعالى- عليك فتحمَده عليها.
قد يقولُ قائل لماذا تحُدُّون المسألة في النظر بالمال فقط؟

نقول لأنه قد جاءت أيضًا الروايات مبينة لذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه قد جاء أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: ((إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُم إِلَى مَنْ فَضُلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فَضُلَ عَلَيْهِ)).

أسفل منك أنت فُضَّلْتَ عليهِ فإذا رأيت نفسك في حال أفضل منه حمِدتَ الله -جل وعلا- فهذا الذي جعل العلماء يفسَّرونه بِما ذكرنا فيما تقدَّم.

مستفاد من: شرح كتاب الجامع من بلوغ المرام - الدرس 01 | للشيخ: محمد بن هادي المدخلي



الجمعة، 27 سبتمبر 2013

شرح لقصيدة غرامي صحيح فى مصطلح الحديث - الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح لقصيدة غرامي صحيح فى مصطلح الحديث

 الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله

  (ملاحظة : الدرس الأول هو محاضرة  بعنوان أهمية السيرة النبوية في الرد على المخالفين- والبقية شرح للمنظومة)

للإستماع 

   

للتحميل 

العنوان
الحجم
شرح لقصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث1 22.8 MB 
شرح لقصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث2 21.5 MB 
شرح لقصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث3 20.9 MB 
شرح لقصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث4 19.5 MB 
شرح لقصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث5 19.2 MB 
شرح لقصيدة غرامي صحيح في مصطلح الحديث6 12.4 MB 

صفحة التحميل 

 



 



قـصيدة  غـزلية فـي ألقاب الحديث
لـشهاب  الدين أحمد بن فرح الاشبيلي
[ 625 - 699 هـ ]



غَرَامِي(صَحِيحٌ) والرَّجَا فِيك(مُعْضََلُ)..وَحُـزْنِي وَدَمْـعِي(مُرسَلٌ) وَ(مُسَلْسََلُ)

وَصَـبْرِيَ  عَـنْكُمْ يَـشْهَدُ الـعَقلُ أَنَّهُ ..( ضَـعِيفٌ ) وَ( مَتْرُوكٌ ) وَذُليَ أجْمَلُ

وَلا( حَـسَـنٌ )إلاَّ سَـمَـاعُ حَـدِيثِكُمْ ..مُـشَـافَهَةً يُـمْـلَ عَـلَـيَ فَـأنـقُلُ

وَأمْـرِيَ(مَوقُوفٌ) عَـليْكَ وَلَـيْسَ لِي ..عَـلَـى أَحَــدٍ إلا َّعَـلَيْكَ الـمُعَوَلُ

َولَـو  ْكَـانَ (مَرفوعاً) إِلَيكَ لكُنت لِي ..عَـلى َرغـمِ عُـذالِيٍّ تـرِقُ وَتـعدِلُ

َوَعـذْلُ  عُـذُوليٌّ (مُـنكرٌ) لا أُسيغُه ..وَ( زُورٌ ) وَ ( تَـدلِيسٌ ) يُُرَدُ ويُهمَلُ

ُأقَـضّي زَمانِي فِيكَ ( مُتصِلَ ) الأَسَى..(وَمـنُـقطعاً) عَـمَّا بِـهِ أتَََـوَصَّلُ

َوهَـا أَنَـا في أَكفَانِِ هَجْرِكَ( مُدرَجٌ) ..تُـكَـلِّفني  مَــا لاَ أُطِـيقُ فـأَحمِلُ

َوأَجْـرَيْتُ  دَمعْي فََوقَ خَدِّي ( مُدبَّجاَ)..وَمَــا  هِـيَ إِلاَّ مُـهْجَتِي تَـتَحَّللُ

(فَـمتفِقٌ) جِـسْمِي وَسُهْدِي وَعَبْرَتِي..(و مَُـفترِقٌ ) صَبْرِي وَقلبي المُبَلبَلُ

( وَمُؤتَلِفٌ ) وَجْدِي وَشَجْوِى وَلَوعَتي..( وَمُـخْتَلِفٌ ) حَـظي وَمَـا مِنْك آمُلُ

خُـذِ  الْوَجْدَ مِني ( مُسْنَداً ) و( مُعَنْعَناً)..فَـغَيْرِي (بِـمَوضُوعِ ) الهَوَى يَتَحَلّلُ

وَذِي  نُـبذٌٌ مِنْ ( مُبْهَمِ ) الحُبَّ فَاعْتَبِر..وَ(غَـامِضُهُ ) إنْ رُمْتَ شَرْحا أطوِلُ

(عَـزِيزٌ)  بِـكُمْ صَـبٌ ذَلِيلٌ لِعزَّكُمْ ..وَ( مَـشْهُورُ) أَوْصَـافِ المُحِبِ التذلُلُ

(غَـرِيبٌ)  يُـقَاسِي البُعْدَ عَنْكَ وَمَاله ..وَحَـقِـكَ عَـنْ دَارِ الْـقِلَى مُـتَحَوَلُ

فَـرِفقاً  (بِـمقطُوعِ) الـوَسائِلِِ مـالَهُ ..إلَـيـكَ سَـبيلٌ لاَ وَلاَ عَـنْكَ مَـعْدِلُ

فَـلا  زِلْـتَ فـي عِـزٍ مَنِيعٍ وَرِفعَة..وَلاَ  زِلـتَ (تَـعلُو) بِالتَجَني( فَأنزِلُ )

أوَرّي  بِـسُعدَى وَالـربَابِ وَزَيْـنبٍ ..وَأنْـتَ الـذِي تُـعْنى وَأنـتَ المؤَمَلُ

فَـخُـذْ أَوَلاً مِــنْ ءاخِـرٍ ثُـمَ أوَلا..مِـنَ الـنَّصْفِ مِـنْهُ فَـهْوَ فِيهِ مُكمَّلُ

أبَــرُّ  إذَا أقـسَـمْتُ أنَّـي بـحُبه..أَهـيـمُ  وَقَـلبِي بِـالصبَابَةِ مُـشعَلُ

 

الخميس، 26 سبتمبر 2013

القول المنصف بحكم تبليل الأصابع من أجل قلب أوراق المصحف

القول المنصف بحكم تبليل الأصابع من أجل قلب أوراق المصحف
للشيخ أبو بكر يوسف لعويسي



الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أما بعد : فهذه مسألة تكلم فيها بعض العلماء أحببت أن أنقلها لأخواني وما فيها من فوائد وهي : تبليل الأصابع من أجل قلب أوراق المصحف :
وهذه المسألة قد لا ينتبه لها كثير من القراء ولا يسألون عنها ولكن أهل العلم طرقوها وبينوا حكمها ولم يهملوها وهي : تبليل السبابة والإبهام من أجل تقليب صفحة المصحف التي يريد الانتقال إليها فماذا قالوا فيها؟ .

قال الحافظ ابن العربي المالكي –رحمه الله -:(1) ".. وقد اعتاد كثير من الناس إذا أرادوا أن يقرءوا في مصحف أو كتاب علم يطرقون البزاق عليهم ويلطخون صفحات الأوراق ليسهل قلبها ، وهذه قذارة كريهة ، وإهانة قبيحة ينبغي للمسلم أن يتركها ديانة ، ولقد رأيت بعض من يعتني بعد ورقات المصحف فيأخذ مع كل تحويلة بزقة ويدهن بها صفحة الورق ليسهل قلبها فإنا لله – على غلبة الجهل المؤدي إلى الكفر –والحمد لله على كل حال " أ.هـ .

قلت : لعل هذا فيه مبالغة منه -رحمه الله - وإلا فريق المؤمن طاهر ، وهو جزء منه كما يمسه بيده ؛فكذلك تبليل أصبعه تبليلا خفيفا بريقه ليس فيه نجاسة ولا أذى وخاصة وهو يقوم بذلك على طرف الصفحة ، ولا يقصد به محو كلام الله ، فلست أدري ما وجه استنكاره الشديد المؤدي إلى الكفر على حد قوله ؟

وقد سئل الشيخ حامد الحامد عن حكم هذا الفعل فأجاب : (2) الذي يليق مع كتاب الله تعالى أن لا يفعل هذا ، وإن كان الريق طاهرا فقد اتبع صاحب الدر المختار قوله السابق (3)

بقوله : وعنه صلى الله عليه وسلم :<< القرآن أحب إلى الله تعالى من السماوات والأرض ومن فيهن >> (4).


وكتب عليه الشيخ ابن عابدين في رد المختار فقال : << ولعله ذكر هذا الحديث للإشارة إلى أن القرآن يلحق باسم الله تعالى في النهي عن محوه بالبزاق >>أهـ  وعليه فالأدب يقتضي التصون عن تقليب أوراق المصحف الشريف بالأصابع المبلولة بالريق من حيث أن غير المكتوب منه تبع للمكتوب.
قلت : ومحو اسم الله ثبت في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِىٍّ « اكْتُبِ الشَّرْطَ بَيْنَنَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ». فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحهَا فَقَالَ عَلِىٌّ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمْحَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَرِنِي مَكَانَهَا ». فَأَرَاهُ مَكَانَهَا فَمَحَاهَا.(5).

وفي العلل ومعرفة الرجال قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني أبي قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال مسروق لعلقمة أكتب لي النظائر قال أما علمت أن الكتاب يكره قال إنما أتعلمه ثم أمحاه قال لا بأس.(6).

وعلى هذا ، يقال لا حرج في تبليل الأصابع لتقليب أوراق المصحف إذ لم يأت دليل يمنع من ذلك ، وما قال ابن العربي محض اجتهاد ، وخاصة إذا كان يقصد النهي عن محو ذكر الله فقد علمت ان النبي صلى الله عليه وسلم محاه بيده

وبهذا أفتى سماحة الوالد العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله وهذه هي الفتوى:
ما رأيكم فيمن يقول للذي يضع ريقهعلى أصبعه ليقلب صفحات القرآن: هذا سوء أدب مع القرآن؟!


الجواب:لاحرج في ذلك، ترطيب الإصبع لتسهيل قلب الصحائف لا حرج في ذلك، ليس في هذا سوء أدب،وليس في هذا احتقار بل هو مما يعين على رفع الصفحة، ولا يضر المصحف شيء، ليس هذامما يضر المصحف.
والحمد لله رب العالمين .

الهوامش :
1- في كتــابـه عـارضة الأحـوذي : ( 10/240).
2- الأحكام المفيدة للمـسـائل الجديدة لمحمد الحامد (ص54 -56 ).
3- وقوله السـابـق هو :"وقد ورد النهي في محو اسم الله بالبزاق ". الدر المختار (1/178) قلت : وهذا النهي ورد في حديث طويل أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/160 ) من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة :<< نهى رسول الله صلـى الله عليه وسلم عن قتل أربع من الدواب : النملة ، والنحلة ، والهدهد ، والصرد ، وأن يمحى اسم الله بالبصاق >> قال أبو نعيم – عقبه - : غريب من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة ، لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير .
وهو صحيح من حديث عبد الله ابن عباس دون قوله :" وأن يمحى اسم الله بالبصاق" رواه أبو داود وابن ماجه (3215 ) وابن حبان في صحيحه،انظر الإرواء(2490) . راجع الإرواء ..وصحيح الترغيب والترهيب (2990).
4- الحديث ضعيف.أخرجه محمد بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية (ص102) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر عن رجل من شيوخ أهل مصر أنه حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله أنه قال : <<القرآن أحب .. >> فذكره، والحديث ضعيف كما قلت ، لجهالة هذا الشيخ المصري.وعزاه في كنز العمال (1/ 528 ) لابن القيم عن ابن عمرو وذكر القرطبي في التفسير نحوه (1/ 26)ولكن من حديث أنس .
5- صحيح مسلم (5/174)(4731) مصنف ابن أبي شيبة ، (14/435) والنسائي(8576).
6- (ج1/216)( رقم 242)، وهذا إسناد صحيح .


وكتب أبو بكر يوسف لعويسي

 

 

حكم السفر قبل أذان الجمعة وجمع صلاتي الظهر مع العصر - الشيخ بن باز يرحمه الله.

 حكم السفر قبل أذان الجمعة وجمع صلاتي الظهر مع العصر
الشيخ بن باز يرحمه الله.

لظروف عملي أسافر يوم الجمعة قبل أذان الظهر أو بعد الأذان، وأقوم بصلاة الظهر والعصر جمع تقديم وقصر في نفس الوقت، هل هذا جائز، هل يجوز لي التأخير؟ علماً بأن هذا يحدث في كل شهر مرة.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فإذا كان السفر قبل الأذان قبل زوال الشمس فلا حرج إن شاء الله، والأفضل لك عدم السفر حتى تصلي الجمعة،

 هذا هو الأفضل لك، لكن إن سافرت قبل دخول الوقت فلا حرج في ذلك، ولا حرج في الجمع ما دام السفر سفر قصر، كالسفر إلى الخرج أو مكة أو الحوطة أو غير ذلك، 

المقصود مسافة ثمانين كيلو تقريباً يعني يوم وليلة للمطية سابقاً، وهي الآن بالكيلو سبعون كيلوا ثمانون كيلوا وما يقارب هذه المسافة تعد سفراً، 

لكن ينبغي لك يا أخي أن تحرص على حضور الجمعة، لما فيها من الخير العظيم والفائدة الكبيرة، ولئلا تتخذ هذا عادة فيقسوا القلب، ويقل الاعتناء بهذا الأمر،

فأنصحك أن تجاهد نفسك حتى تصلي الجمعة، ثم تسافر لكن لا يلزمك ذلك إذا كان السفر قبل وقت الجمعة قبل الزوال.

 جزاكم الله خيراً، سماحة الشيخ يقول إنه يفعل هذا في كل شهر مرة.

  سواءٌ في الشهر مرة أو في الشهرين الحكم واحد. بارك الله فيكم

موقع الشيخ بن باز يرحمه الله


الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

فضل العلم وصفة العالم الرّبّانيّ



قال كُمَيْلُ بنُ زيادٍ: أخذ عليُّ بنُ أبي طالبٍ بيدي، فأخرجني إلى ناحيةِ الجبّانِ، فلمّا أصحرنا، جلس، ثمّ تنفّس، ثمّ قال:


يا كُمَيْلُ بنَ زيادٍ، القلوبُ أوعيةٌ، فخيرُها أوعاها للخيرِ، احفظْ م أقول لك: 

النّاسُ ثلاثةٌ: 

فعالِمٌ ربّانيٌّ، 

ومتعلِّمٌ على سبيلِ نجاةٍ،

 وهمَجٌ رعاعٌ أتباعُ كلِّ ناعقٍ، يميلون مع كلِّ ريحٍ، لم يستضيئوا بنورِ العلمِ، ولم يلجئوا إلى ركنٍ وثيقٍ.

العلمُ خيرٌ مِنَ المالِ، العلمُ يحرسك وأنت تحرس المالَ.

العلمُ يزكو على العملِ، والمالُ تنقصه النّفقةُ، ومحبّةُ العلمِ دينٌ يدانُ بها.

العلمُ يُكْسِبُ العالِمَ الطّاعةَ في حياتِه، وجميلَ الأحدوثةِ بعد موتِه، وصنيعةُ المالِ تزول بزوالِه.

مات خُزّانُ الأموالِ وهم أحياءٌ، والعلماءُ باقون ما بقي الدّهرُ، أعيانُهم مفقودةٌ، وأمثالُهم في القلوبِ موجودةٌ.

إنّ هاهنا - وأشار بيدِه إلى صدرِه - علمًا لو أصبتُ له حملةً! بلى، أصبتُه لقِنًا غيرَ مأمونٍ عليه يستعمل آلةَ الدّينِ للدّنيا، يستظهر بحُجَجِ اللهِ على كتابِه، وبنِعَمِه على عبادِه، أو منقادًا لأهلِ الحقِّ لا بصيرةَ له في إحيائِه، يقتدح الشّكُّ في قلبِه بأوّلِ عارضٍ مِن شبهةٍ، لا ذا ولا ذاك، أو منهومًا باللّذاتِ، سَلِسَ القيادِ للشّهواتِ، أو مُغْرًى بجمعِ الأموالِ والادّخارِ، وليس مِن دعاةِ الدّينِ، أقربُ شبهً بهما الأنعامُ السّائمةُ، كذلك يموت العلمُ بموتِ حامليه.

اللّهم بلى، لا تخلو الأرضُ مِن قائمٍ للهِ بحُجّةٍ، لئلاّ تبطل حُجَجُ اللهِ وبيِّناتُه، أولئك هم الأقلّون عددًا، الأعظمون عند اللهِ قدرًا، بهم يدفع اللهُ عن حُجَجِه حتى يؤدّوها إلى نظرائِهم، ويزرعوها في قلوب أشباهِهم، هجم بهم العلمُ على حقيقةِ الأمرِ، فاستلانوا ما استوعر منه المتفرِّقون، وأنِسُوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدّنيا بأبدانٍ أرواحُها معلَّقةٌ بالمنظرِ الأعلى ، أولئك خلفاءُ اللهِ في بلادِه، ودعاتُه في دينِه. هاه هاه ! شوقًا إلى رؤيتِهم، وأستغفر اللهَ لي ولك... إذا شئتَ فقُمْ.

[أخرجها أبو نعيم في «الحلية» (1/79)، والخطيب في «الفقيه والمتفقّه» (1/49)]

 

 

الأحد، 22 سبتمبر 2013

شرح متن الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (نونية ابن القيم). شرح الشيخ صالح بن فوزان الفوزان



شرح متن الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية (نونية ابن القيم). شرح الشيخ صالح بن فوزان الفوزان




للإستماع




النهي عن تتبُّع شواذِّ المسائل




قال المروذي: قال أبو عبد الله: 

سألني رجلٌ مرَّةً عن يأجوج ومأجوج: أمسلمون هم؟ 

فقلت له: أحكمتَ العلم حتى تسأل عن ذا؟!

وقال أيضا:

 قال أبو عبد الله: سأل بشر بن السريِّ سفيان الثوريَّ عن أطفال المشركين ؟ 

 فصاح به، وقال: يا صبيُّ أنت تسأل عن ذا ؟!

وقال أحمد بن حبَّان القطيعيُّ: دخلتُ على أبي عبد الله، فقلت: أتوضَّأُ بماء النورة؟

فقال: ما أحبُّ ذلك، فقلت: أتوضَّأ بماء الباقلاَّء؟ قال: ما أحبُّ ذلك. قال: ثمَّ قمت، فتعلَّق بثوبي وقال: إيش تقول إذا دخلتَ المسجد؟ فسكتُّ. فقال: إيش تقول: إذا خرجتَ من المسجد؟ فسكتُّ. فقال: اذهب فتعلَّم هذا.

قلت: يعني الإمام -رحمه الله- أنك تركت ما فيه سنَّةٌ ثابتةٌ وتحتاجه كلَّ يومٍ مرارًا، وجئتَ تسأل عمَّا قد لا تحتاجه أبدًا، وليس فيه أثرٌ.

[«الآداب الشرعية» لابن مفلح (2/72)]

السبت، 21 سبتمبر 2013

كلام أهل العلم في كتاب ؛ إحياء علوم الدين



قال الإمام الطرطوشي المالكي:

 "فلما عمل كتابه سماه "إحياء علوم الدين" عمد يتكلم في علوم الأحوال ومراقي الصوفية، وكان غير دري بها ولا خبير بمعرفتها، فسقط على أم رأسه فلا في علماء المسلمين قر، ولا في أحوال الزاهدين استقر، شحن كتابه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أعلم كتاباً على بسيط الأرض في مبلغ علمي أكثر كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، سبكه بمذاهب الفلاسفة ومعاني "رسائل إخوان الصفاء" وهم قوم يرون النبوة اكتساباً، وليس النبي في زعمهم أكثر من شخص فاضل تخلق بمحاسن الأخلاق... إلى أن قال: "وأما ما ذكرت من إحراق الكتاب بالنار فإنه إن ترك انتشر بين ظهور الخلق، ومن لا معرفة له بسمومه القاتلة، وخيف عليهم أن يعتقدوا صحة ما سطر فيه مما هو ضلال، فيحرق قياساً على ما أحرقه الصحابة رضي الله عنهم من صحائف المصحف التي كان فيها اختلاف اللفظ ونقص آي منه... وفي دونه من الكتب غنية وكفاية لإخواننا المسلمين، وطبقات الصالحين، ومعظم من وقع في عشق هذا الكتاب رجال صالحون لا معرفة لهم بما يلزم العقل وأصول الديانات، ولا يفهمون الإلهيات، ولا يعلمون حقائق الصفات"
انتهى كلام الطرطوشي نقلا عن سير أعلام النبلاء للذهبي 19/334.

وقال ابن الجوزي في "تلبيس إبليس": (وجاء أبو حامد الغزالي فصنف لهم كتاب "الإحياء" على طريقة القوم، وملأه بالأحاديث الباطلة، وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة، وخرج عن قانون الفقه، وقال: إن المراد بالكوكب، والشمس، والقمر اللواتي رآهن إبراهيم صلوات الله عليه أنوار هي حُجُب الله عز وجل، ولم يُرد هذه المعروفات، وهذا من جنس كلام الباطنية) انتهى.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( والإحياء فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين.
وقد أنكر أئمة الدين على أبي حامد هذا في كتبه وقالوا: مرضه "الشفاء" يعني "شفاء" ابن سينا في الفلسفة.
وفيه أحاديث وآثار ضعيفة بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليظ الصوفية وترهاتهم، وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافقة للكتاب والسنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة، ما هو أكثر مما يردّ منه، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه
). 

انتهى من مجموع الفتاوى 10/55.


وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/339:
(أما "الإحياء" ففيه من الأحاديث الباطلة جملة، وفيه خير كثير لولا ما فيه من آداب، ورسوم، وزهد من طرائق الحكماء ومنحرفي الصوفية نسأل الله علما نافعاً. تدري ما العلم النافع؟ هو ما نزل به القرآن، وفسره الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً، ولم يأت نهي عنه. قال عليه السلام: "من رغب عن سنتي فليس مني" فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله، وبإدمان النظر في الصحيحين، وسنن النسائي، ورياض النووي وأذكاره تفلح وتنجح. وإياك وآراء عباد الفلاسفة ووظائف أهل الرياضات، وجوع الرهبان، وخطاب طيش رؤوس أصحاب الخلوات، فكل الخير في متابعة الحنفية السمحة، فوا غوثاه بالله، اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم

انتهى كلام الذهبي

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

العلامة أمان الجامي: خذوها صريحة ؛ لأنها نصيحة أبتغي بها وجه الله فليرض من يرضى ، وليغضب من يغضب .

  نصيحة للشباب والدعاة :

أكتفي بهذا المقدار في حديثي هذا الموضوع ، ولكني أرى أن أتبع ذلك بنصيحة عامة لشبابنا ، ثم نصيحة خاصة للدعاة ؛ لأن أكثر دعاتنا شباب أيضا ، وهم بحاجة إلى النصائح ، وهم شباب متحمسون وغيورون _ إن شاء الله _ ، ولكن الغيرة والحماس كل منهما إن لم يهذب ويوجه ؛ قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ؛ لذلك فإن شبابنا ودعاتنا الباب بحاجة إلى النصيحة ، فأقول لهم :

عليكم أن تتريثوا فيما تقرؤون وفيما تسمعون ، بل عليكم أن تغذوا أرواحكم بالعلم النافع قبل الإكثار من الكتب الثقافية ، وقد ذكرت لكم سابقا أن هناك كتبا روحية تثبت الإيمان في قلوب القارئين بإذن الله ، ينبغي الإكثار من قراءاتها في هذا الوقت ، الوقت الذي غلبت عليه الثقافة العامة الخالية من الفقه .

ابدأ أيها الطالب الصغير بالكتيب الذي يقع في يديك دائما " الفوائد " لابن القيم ، وهو كتاب صغير الحجم كثير الفائدة .

واقرأ له أيضا " مدارج السالكين " مع التحفظ من بعض الملاحظات في الكتاب ؛ لأن الكتاب ليس تأليفا له ، بل هو تهذيب لكتاب شيخ الإسلام إسماعيل الهروي ، كان اسمه " منازل السائرين " ، والهروي فيه نوع من التصوف ، وإن كان عالما جليلا ، وهذّب ابن القيم كتابه تهذيبا ، ولكن قد تبقى بعض النقاط لا ينتبه لها إلا البصير ، وفيما أشكل عليك عندما تقرأ في " مدارج السالكين " أو في غيره من الكتب التي يصعب عليك فهمها وهضمها كـ " مفتاح دار السعادة " ، و" طريق الهجرتين " ، و هي كتب عظيمة في باب الإيمان ، ينبغي الإكثار من قراءتها والرجوع إلى من هو أعلم منك في ظنك ونظرك لتستفيد .

لو أنكم درستم بعض هذه الكتب على مشايخكم لكان خيرا ؛ فقراءة هذه الكتب والاتصال دائما بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وتتبع الآيات التي فسرها شيخ الإسلام في بعض كتبه ، وابن القيم أيضا في بعض المجلدات ، ينتفع بهذه الكتب ، لأنهما من العلماء الذين جُرِّبوا وعُرِفوا أنهما فهما كتاب الله فهما صحيحا بعيدا عن الفلسفة وعلم الكلام والإسرائيليات ، وذهبا في تفسيره مذهب السلف الصالح .

كما أوصي بدراسة بعض كتب علمائنا المعاصرين ، وبعض فتاويهم ورسائلهم ، إذ الإكثار من النظر في هذه الكتب نافع جدا ، قبل الإكثار من قراءة الكتب الثقافية ، التي فيها تلك المسائل التي أشرنا إليها .

هذه نصيحتى المختصرة لشبابنا .

وأما الدعاة ؛ فعليهم أن يدركوا قبل أن يقولوا شيئا بأن الله يراهم ويسمعهم من فوقهم .

فليراقبوا رب العالمين ، ولا يقولوا إلا ما يرضي الله ، ويبتعدوا عن الانتماءات ؛ لأن انتماء الدعاة إلى بعض الجماعات وتحزب الدعاة بلاء ، وبلاء على الشباب ، إذا كان الداعية الذي ينتظر منه أنه يدعو عباد الله إلى الله ، ويحملهم على التحابب في الله وحده ، إذا كان هذا الداعية انتمى إلى جماعة ما ، إلى حزب ما ، فصار ديدنه إرضاء ذلك الحزب .. إلى قانون الحزب .. إلى قواعد الحزب .. إلى أفكار الحزب .. إلى أناشيد الحزب ، ناسيا رب العالمين ..... لم يدعُ إلى تلاوة كتاب الله ، وإلى حفظ شيء منه ، وإلى الرجوع إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، ولكن يدعو إلى آراء لأحزاب معينة .

كيف ينسى هذا الداعيةُ اللهَ الذي يراه ويسمعه من فوقه عندما يصرف عباد الله عن كتاب الله وعن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام إلى آراء .... إلى اتجاهات محدثة معينة لم تُعرف في هذه الأرض إلا أمس ... وكانت الناس في هذا البلد لا تعرف إلا قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، ولا يعرف هذا المجتمع إلا التحابب في الله والتآخي في الله .

وإذا كان بعض الدعاة يسببون ضعف الولاء ، وضعف التحابب في الله ، وضعف التعاون في الله ، وضعف الولاء لولاة الأمور ؛ فذلك إفساد في الأرض وإفساد للقلوب .

ولذلك أدعو زملاءنا الدعاة ، وخصوصا من في سن الشباب ؛ لأني أقدم منهم سنّا ... لست أعلم وأكثر منهم علما ... ولكني عشت قبلهم في هذه الحياة ، واحتككت بكثير من الجماعات ، وعرفت من الجماعات والانتماءات ما لم يعرفوا ، هم شباب ، وكانوا أمس من تلاميذنا عندما كان هذا المجتمع سالما من هذه الانتماءات والتحزبات ، ولكنهم ابتلوا بأناس أظهروا لهم ما سموه بالاتجاه الإسلامي ، قالوا لهم : إن المجتمع الإسلامي يعيش الجمود السياسي ، الجمود الفكري ، ولا يمكن الخروج من الجمود السياسي إلا بالانتماء إلى جماعة معينة كبيرة تسمى جماعة الأخوان المسلمين ... هكذا ! ... خذوها صريحة ؛ لأنها نصيحة أبتغي بها وجه الله ؛ لذلك أقولها بكل صراحة ، فليرض من يرضى ، وليغضب من يغضب .

إن هذا الاتجاه ضار لهذا المجتمع ولهؤلاء الشباب ، بل ضار لهذا الحكم الإسلامي الذي نعيش تحته ، أقول : حكما إسلاميا أيضا بكل صراحة ؛ مقارنا ببلدان أخرى لا تلتزم بالشريعة في غالب أحكامها ، مع اعتقادنا أننا ضعفنا ، ضعف إيماننا ، وضعف تطبيقنا ، وضعف عملنا ، لسنا كسلفنا الصالح ، ولكنا قريبون منهم ، لكننا نحبهم في الله ، ونذهب مذهبهم ، وننهج منهجهم ، ونرجوا خيرا ؛ كما قلت في المرة الأولى .

أرجو أن لا ننزل من درجة المؤمن الضعيف ، وإن لم نصل إلى درجة المؤمن القوي : "

المؤمن القوي خير وأحب  إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير " ...

لقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم  الخير للمؤمن الضعيف ؛ فنحن المؤمنون الضعفاء ، ضعفاء في أيماننا ... في تطبيقنا ... وفي عملنا ، ولكننا _ بحمد الله _ مؤمنون ، لسنا بكفار ، لسنا بفساق ، مؤمنون بالله ، وبرسول الله ، وبما جاء به رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ونعمل جادين ما استطعنا من العمل ، وإن حصل نقص في إيماننا وعملنا ، وهذا أمر أخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ، حيث قال : " ما من عام إلا والذي بعده شر منه " .

لو راجعنا تاريخنا بدءا من عهد النبوة ، وعهد الخلافة الراشدة ، ثم عهد الأمويين والعباسيين ... إلى وقتنا هذا ؛ نجد الضعف يتدرج ، أو الناس تتدرج إلى الضعف ، وهذا حاصل لا محالة ، ولكن لا ينبغي أن يحكم على المجتمع بسبب هذا الضعف أنه مجتمع غير إسلامي ، بل هو مجتمع إسلامي .. بل بالنسبة لغيره مجتمع إسلامي مثالي ، هذا أمر نسبي ، فلتفهموا جيدا .

أقول باختصار : إن الدعوة إلى الانتماءات والتحزب أضرّت بهذا المجتمع ، وأضرّت بشبابنا ، وفرقت صفوفنا .

فعلى الدعاة أن يراقبوا الله رب العالمين ، ويرجعوا إلى ما كانوا عليه من وحدة ، طالما أننا تجمعنا وحدة العقيدة ؛ فلماذا نتفرق ؟!

كلنا درسنا منهجا واحدا ، منهجا سلفيا واحدا ، وتخرجنا عليه جميعا ؛ فلماذا نتفرق ؟!


فعلينا أن نتوب إلى الله ونراقب الله تعالى ، وهو العليم الخبير .

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .



توزيع الثروات في الإسلام

 

 

أَغْــــــرَبُ الْغُــرَبَــــــاء


  قال بن عبد الله الآجُرِّيُّ المتوفى 360هـ

(أَغْرَبُ الْغُرَبَاء فِي وَقْتِنَا هَذَا مَنْ أَخَذَ بِالسُّنَنِ وَصَبَرَ عَلَيْهَا , وَحَذِرَ الْبِدَعَ وَصَبَرَ عَنْهَا ,وَاتَّبَعَ آثَارَ مَنْ سَلَفَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ , وَعَرَفَ زَمَانَهُ وَشِدَّةَ فَسَادِهِ وَفَسَادَ أَهْلِهِ ,فَاشْتَغْلَ بِإِصْلَاحِ شَأْنِ نَفْسِهِ مِنْ حِفْظِ جَوَارِحِهِ , وَتَرْكِ الْخَوْضِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَعَمِلَ فِي إِصْلَاحِ كَسْرَتِهِ ,وَكَانَ طَلَبُهُ مِنَ الدُّنْيَا مَا فِيهِ كِفَايَتُهُ وَتَرْكُ الْفَضْلِ الَّذِي يُطْغِيهِ ,وَدَارَى أَهْلَ زَمَانِهِ وَلَمْ يُدَاهِنُهُمْ , وَصَبَرَ عَلَى ذَلِكَ ,فَهَذَا غَرِيبٌ وَقَلَّ مَنْ يَأْنَسُ إِلَيْهِ مِنَ الْعَشِيرَةِ وَالْإِخْوَانِ , وَلَا يَضُرَّهُ ذَلِكَ ,فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: افْرُقْ ى بَيْنَ الْمُدَارَاةِ وَالْمُدَاهَنَةِ ,قِيلَ لَهُ: الْمُدَارَاةُ الَّتِي يُثَابُ عَلَيْهَا الْعَاقِلُ , وَيَكُونُ مَحْمُودًا بِهَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ,وَعِنْدَ مَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يُدَارِي جَمِيعَ النَّاسِ الَّذِينَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْهُمْ, وَمِنْ مُعَاشَرَتِهِمْ لَا يُبَالِي مَا نَقَصَ مِنْ دُنْيَاهُ , وَمَا انْتُهِكَ بِهِ مِنْ عِرْضِهِ بَعْدَ أَنْ سَلِمَ لَهُ دِينُهُ ,فَهَذَا رَجُلٌ كَرِيمٌ غَرِيبٌ فِي زَمَانِهِ. وَالْمُدَاهَنَةُ: فَهُوَ الَّذِي لَا يُبَالِي مَا نَقَصَ مِنْ دِينِهِ إِذَا سَلِمَتْ لَهُ دُنْيَاهُ , قَدْ هَانَ عَلَيْهِ ذَهَابُ دِينِهِ وَانْتِهَاكُ عِرْضِهِ ,بَعْدَ أَنْ تَسْلَمَ لَهُ دُنْيَاهُ , فَهَذَا فِعْلُ مَغْرُورٍ ,

فَإِذَا عَارَضَهُ الْعَاقِلُ فَقَالَ: هَذَا لَا يَجُوزُ لَكَ فِعْلُهُ قَالَ:نُدَارِي فَيَكْسُو الْمُدَاهَنَةَ الْمُحَرَّمَةَ اسْمَ الْمُدَارَاةِ , وَهَذَا غَلَطٌ كَبِيرٌ .......وَ الْمُؤْمِنُ يُدَارِي وَلَا يُمَارِي , يَنْشُرُ حِكْمَةَ اللَّهِ , فَإِنْ قُبِلَتْ حَمِدَ اللَّهَ , وَإِنْ رُدَّتْ حَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , وَقَالَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَيْسَ بِحَكِيمٍ مَنْ لَمْ يُعَاشِرْ بِالْمَعْرُوفِ لِمَنْ لَا يَجِدُ مِنْ مُعَاشَرَتِهِ بُدًّا ,حَتَّى يَجْعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ مِنْهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ غَرِيبٌ طُوبَى لَهُ ثُمَّ طُوبَى لَهُ).

الغرباء للآجري. 



محاضرة اليوم الجمعة ١٤ ذي القعدة - لمحات من حياة الإمام ابن عثيمين

يسر إذاعة النهج الواضح أن تنقل لكم عبر البث المباشر

الجمعة ١٤ ذي القعدة ١٤٣٤ الموافق ٢٠ سبتمر ٢٠١٣

لقاء بعنوان :

لمحات من حياة الإمام

 ابن عثيمين 

وإصلاحه بعيدا عن مناهج الجماعات

المشايخ المشاركون :

الشيخ خالد عبدالرحمن
الشيخ احمد السبيعي
الشيخ أحمد بازمول
الشيخ عادل منصور
الشيخ محمد العنجري

في تمام الساعة ٩:٠٠ مساء بتوقيت مكة .. السابعة مساءً بتوقيت تونس


ملاحظة : اللقاء فقط عبر الإذاعة


موقع إذاعة النهج الواضح

 http://radio.annahj.com

 

 

فما أكثر الشيتيين اليوم - فضيلة الشيخ أبو العباس عادل منصور


قال فضيلة الشيخ أبو العباس عادل منصور حفظه الله ورعاه وثبتنا وإياه على السنة :

( أذكر ترجمة راو اسمه : شيت بن ربعي

وهو في التقريب يقولون أنه :
كان مؤذن لسجاح مؤمناً بنبوتها

ثم تاب

فكان من الذين خرجوا على عثمان وقتلوه

ثم تاب

وأصبح من الذين يقاتلون علياً مطالبين بدم عثمان

ثم أصبح مع علي

ثم خرج عليه مع الخوارج


ثم رجع

وكان في الجيش الذي قاتل الحسين فقتلوا الحسين

ثم خرج مع الذين يطالبون بدمه

وأصبح من أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي


ثم تراجع وتاب

وأصبح من الذين قاتلوا المختار بن أبي عبيد الثقفي


هذه ترجمة شيت

فما أكثر الشيتيين اليوم !

هؤلاء الذين ما يتشيتون بشئ من الحق

بل كلما طل راس فتنة تشيتوا براس الفتنة

ومن أسباب التذبذب الاستشراف للفتن


والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من يستشرف لها تستشرفه


ومن أنواع الاستشراف للفتن شئ لا يعرفه كثير من الناس وهو العب والهب من كل ما هب ودب
من الوتس اب
والتويتر
والفيسبوك
وما إلى ذلك من الأمور هذه مصادر التلقي


فتجد شاباً حدثاً ما قدر أخضر عوده في العلم

ولا قد مكث بين يدي أهل العلم

وإذا به يتذبذب يأتيك بشبهة وأختها

وربما ساق لك الشبهة ومعها كفنها الذي يدفنها

ولا يفطن له !!!


لماذا لأنه يتلقى من هذه المصادر

ويتلقى من هذه المواقع

وهذه الأمور فالاستشراف للفتن من أسباب التذبذب

من يستشرف لها تستشرفه

ونعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن )



من محاضرة - ضرر المذبذبين على دعوة السلفيين 

 

الخميس، 19 سبتمبر 2013

محاضرة اليوم الخميس ١٣ ذي القعدة للشيخ بازمول - خطورة نقد الحديث


يسر إذاعة النهج الواضح أن تنقل لكم عبر البث المباشر

الخميس ١٣ ذي القعدة ١٤٣٤ الموافق ١٩ سبتمر ٢٠١٣

محاضرة بعنوان :

 خطورة نقد الحديث

للشيخ د. أحمد بن عمر بازمول

في تمام الساعة ٨:٠٠ مساءا بتوقيت مكة

ملاحظة : اللقاء فقط عبر الإذاعة

موقع إذاعة النهج الواضح

رابط مباشر للأيفون و الأندرويد 



دليل العاجز عن الدليل - العلامة محمد أمان الجامي


يقول الشيخ العلامة محمد أمان الجامي :


ومطالبتك الجاهل بالدليل تضييع للوقت ،

 ذلك يؤثر عن الإمام الشافعي قوله إن صح 

"ما ناظرت عالماً إلا غلبته ، وما ناظرت جاهلاً إلا غلبني"
لأن الجاهل لا يقدم الدليل إذا أفحمته يسبك ويشتمك ويمد يده إلى العصا! 

هذا دليل العاجز وهو الإساءة .. هذا إذا إنتهى ، وهذا ما تشاهدون إذا عجز أتباع المتصوفة من إقامة الدليل على ما هم فيه قالو : هؤلاء لا يحبون الأولياء ، أعداء الأولياء ، أعداء الرسل ، دين جديد ، ملة جديدة ،
هذا دليل العاجز على الدليل ، والله المستعان


شرح القواعد الأربعة - ص 52

الاثنين، 16 سبتمبر 2013

جواب بعض شبه الخوارج أهل التكفير ( الجزء الأول ) و ( الجزء الثاني)


جواب بعض شبه الخوارج أهل التكفير ( الجزء الأول )
 للمشايخ : خالد عبدالرحمن ،أحمد السبيعي ، عادل منصور

 

جواب بعض شبه الخوارج أهل التكفير ( الجزء الثاني)
 للمشايخ : خالد عبدالرحمن ،أحمد السبيعي ، عادل منصور