الاثنين، 16 سبتمبر 2013

هكذا كان توقير السلف لعلمائهم



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هداهم إلى يوم الدين .


- أما بعد -

فهذه نصيحتي ﻹخواني وتذكيرا لهم بحال سلفنا الصالح مع علمائهم ، ومن ثم نقارنه بما نراه ونسمعه في هذه الأيام من البعض هدانا الله وإياهم وعرفنا قدر أنفسنا ، والله المستعان .

ﻗﺎﻝ ﺍﻹ‌ﻣﺎﻡ عبدالرحمن ﺍﻷ‌ﻭﺯﺍﻋﻲُّ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - : »ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢُ ﻛﺮﻳﻤﺎً ﺑﻤُﻼ‌ﻗﺎﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻠﻤّﺎ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜُﺘُﺐ ، ﺻﺮﺕَ ﺗَﺠﺪُﻩُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺍﻷ‌ﻋﺮﺍﺑﻲ ».

- انظر (السير) (144/7) .

وقال أبومحمد بن حزم - رحمه الله - : »لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ويظنّون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقدّرون أنهم يصلحون »

- انظر ( مداواة النفوس)ٍ (23/1) .

وقال الإمام الحافظ ابن القيم - رحمه الله - : » إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ، طالب للدليل ، محكم له ، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان ، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك ؛ فإنه يخالفك ويعذرك . والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المؤلفة منهم ؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم ».

- انظر (إعلام الموقعين) (308/1)

وﻋﻦ ﺍﺑْﻦَ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪ ُ ﻋَﻨْﻬُﻤَﺎ ﺃَﻧَّﻪُ ﻗَﺎﻝَ: « ﻣَﻜَﺜْﺖُ ﺳَﻨَﺔً ﺃُﺭِﻳﺪُ أﻥ ﺃَﺳْﺄَﻝَ ﻋُﻤَﺮَ ﺑْﻦَ ﺍﻟﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻋَﻦْ ﺁﻳَﺔٍ، ﻓَﻤَﺎ ﺃَﺳْﺘَﻄِﻴﻊُ أﻥ ﺃَﺳْﺄَﻟَﻪُ ﻫَﻴْﺒَﺔً ﻟَﻪ» .

(ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ) (6/156).

ﻭﻋَﻦِ ﺍﻟﺸَّﻌْﺒِﻲِّ، ﻗَﺎﻝَ : ﺫَﻫَﺐَ ﺯَﻳْﺪُ ﺑْﻦُ ﺛَﺎﺑِﺖٍ ﻟِﻴَﺮْﻛَﺐَ ﻭَﻭَﺿَﻊَ ﺭِﺟْﻠَﻴْﻪِ ﻓِﻲ ﺍﻟﺮِّﻛَﺎﺏِ، ﻓَﺄَﻣْﺴَﻚَ ﺍﺑْﻦُ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ ﺑِﺎﻟﺮِّﻛَﺎﺏِ، ﻓَﻘَﺎﻝ َ: ﺗَﻨَﺢَّ ﻳَﺎ ﺍﺑْﻦَ ﻋَﻢِّ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ، ﻗَﺎﻝَ : « لا ﻫَﻜَﺬَﺍ ﻳُﻔْﻌَﻞُ ﺑِﺎﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻜُﺒَﺮَﺍﺀُ » .

(ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ) ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ (197/2).

ﻭﻋﻦ ﻳَﺤْﻴَﻰ ﺑْﻦُ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟْﻤَﻠِﻚِ ﺍﻟْﻤَﻮْﺻِﻠِﻲُّ، ﻗَﺎﻝَ :« ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﻣَﺎﻟِﻚَ ﺑْﻦَ ﺃَﻧَﺲٍ ﻏَﻴْﺮَ ﻣَﺮَّﺓٍ، ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺑِﺄَﺻْﺤَﺎﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺎﻋْﻈَﺎﻡِ ﻟَﻪُ ﻭَﺍﻟﺘَّﻮْﻗِﻴﺮِ ﻟَﻪُ، ﻭَﺍﺫَﺍ ﺭَﻓَﻊَ ﺃَﺣَﺪٌ ﺻَﻮْﺗَﻪُ ﺻَﺎﺣُﻮﺍ ﺑِﻪِ، ﻭَﻛَﺎﻥَ ﺍﻟَﻰ ﺍﻟْﺄُﺩْﻣَﺔِ ﻣَﺎ ﻫُﻮَ . 

(ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ ) ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ (182/1).

ﻭﻋﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﻳﺤﻴﻰ ﻗﺎﻝ : » ﺃﺧﺬﺕ ﺑﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﻠﻴﺚ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﻏﻼ‌ﻣﻪ أﻥ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻠﻴﺚ : ﺩﻋﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ﺧﺪﻣﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻗﺎﻝ : ﻓﻠﻢ ﺗﺰﻝ ﺑﻲ ﺍﻷ‌ﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺖ ﺫﻟﻚ ». (ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼ‌ﺀ) (8/518).

ﻭﻋﻦ ﺍﺩْﺭِﻳﺲُ ﺑْﻦُ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟْﻜَﺮِﻳﻢِ، ﻗَﺎﻝ َ: ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻲ ﺳَﻠَﻤَﺔُ ﺑْﻦُ ﻋَﺎﺻِﻢٍ : ﺃُﺭِﻳﺪُ ﺍﻥ ﺍﺳﻤﻊَ ﻛِﺘَﺎﺏَ ﺍﻟْﻌَﺪَﺩِ ﻣِﻦْ ﺧَﻠَﻒٍ، ﻓَﻘُﻠْﺖُ ﻟِﺨَﻠَﻒٍ : ﻗَﺎﻝ َ: ﻓَﻠْﻴَﺠِﺊْ، ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺩَﺧَﻞَ ﺭَﻓَﻌَﻪُ ﻟِﺄَﻥْ ﻳَﺠْﻠِﺲَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼَّﺪْﺭِ، ﻓَﺄَﺑَﻰ، ﻭَﻗَﺎﻝ َ: ﻟَﺎ ﺃَﺟْﻠِﺲُ ﺍﻟَّﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻚَ، ﻭَﻗَﺎﻝ َ: ﻫَﺬَﺍ ﺣَﻖُّ ﺍﻟﺘَّﻌْﻠِﻴﻢِ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ﺧَﻠَﻒٌ : ﺟَﺎﺀَﻧِﻲ ﺃَﺣْﻤَﺪُ ﺑْﻦُ ﺣَﻨْﺒَﻞٍ ﻳَﺴْﻤَﻊُ ﺣَﺪِﻳﺚَ ﺃَﺑِﻲ ﻋَﻮَﺍﻧَﺔَ، ﻓَﺎﺟْﺘَﻬَﺪْﺕُ ﺍﻥ ﺃَﺭْﻓَﻌَﻪُ، ﻓَﺄَﺑَﻰ ﻭَﻗَﺎﻝ َ: « ﻟَﺎ ﺃَﺟْﻠِﺲُ ﺍﻟَّﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻚَ، ﺃُﻣِﺮْﻧَﺎ ﺍﻥ ﻧَﺘَﻮَﺍﺿَﻊَ ﻟِﻤَﻦْ ﻧَﺘَﻌَﻠَّﻢَ ﻣِﻨْﻪُ ».

(ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ) ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ (198/1).

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ :« ﻣﺎ ﺍﺟﺘﺮﺃﺕ ﺍﻥ ﺃﺷﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﻴﺒﺔ ﻟﻪ ». 

(ﺍﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺩﺍﺏ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ) (ﺹ : 47)

ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑْﻦ ﺣﻤﺪﻭﻥ ﺑْﻦ ﺭُﺳْﺘُﻢ : ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﻣُﺴﻠْﻢِ ﺑْﻦ ﺍﻟﺤَﺠّﺎﺝ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ :« ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷ‌ﺳﺘﺎﺫﻳﻦ ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻭﻃﺒﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻋﻠﻠﻪ ».

(ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ) للذهبي (19/147).

ﻗال ﻋﻠﻰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :» ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻻ‌ ﺗﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻭﻻ‌ ﺗﻌﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺃﻥ ﻻ‌ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺴﻞ ﻭﻻ‌ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﺍﺫﺍ ﻧﻬﺾ، ﻭﻻ‌ ﺗﻔﺸﻴﻦ ﻟﻪ ﺳﺮﺍ، ﻭﻻ‌ ﺗﻐﺘﺎﺑﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺣﺪﺍ، ﻭﻻ‌ ﺗﻄﻠﺒﻦ ﻋﺜﺮﺗﻪ، ﻭﺍﻥ ﺯﻝ ﻗﺒﻠﺖ ﻣﻌﺬﺭﺗﻪ، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻮﻗﺮﻩ ﻭﺗﻌﻈﻤﻪ ﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺤﻔﻆ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ‌ ﺗﺠﻠﺴﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺧﺪﻣﺘﻪ ».

ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ) (519/1) . 

ﻭﻗﺎﻝ ﻃﺎﻭﺱ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ ﻗﺎﻝ : »من ﺍﻟﺴﻨﺔ أﻥ ﻳﻮﻗﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ «

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ : » ﻭﺣﻘﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﺎﻟﻤﺎ أﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹ‌ﺟﻼ‌ﻝ ﻭﻳﻨﺼﺖ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﺗﻔﻬﻤﺎً ﻭﻻ‌ ﺗﻌﻨﺘﺎً ﻭﺑﻘﺪﺭ إﺟﻼ‌ﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ».

(ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻀﻠﻪ) (1/519).

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ :» ﻭَﺍﺫَﺍ ﺧَﺎﻃَﺐَ ﺍﻟﻄَّﺎﻟِﺐُ ﺍﻟْﻤُﺤَﺪِّﺙَ ﻋَﻈَّﻤَﻪُ ﻓِﻲ ﺧِﻄَﺎﺑِﻪِ ﺑِﻨِﺴْﺒَﺘِﻪِ ﺍﻳَّﺎﻩُ ﺍﻟَﻰ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢِ، ﻣِﺜْﻞَ ﺍﻥ ﻳَﻘُﻮﻝَ ﻟَﻪُ: ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﻌَﺎﻟِﻢُ، ﺃَﻭْ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﺤَﺎﻓِﻆُ، ﻭَﻧَﺤْﻮَ ﺫَﻟِﻚَ».

(ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ﺍﻟﺮﺍﻭﻱ ﻭﺁﺩﺍﺏ ﺍﻟﺴﺎﻣﻊ) ﻟﻠﺨﻄﻴﺐ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ (182/1)

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ :» ﻋﻠﻴﻪ أﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹ‌ﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﻫﻠﻴﺘﻪ ﻭﺭﺟﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺘﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ﺑﻪ».

(ﺍﻟﺘﺒﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺩﺍﺏ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ) (ﺹ:47).

ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺡ :» ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﺘﻲ أﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﻷ‌ﺩﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﻭﻳﺒﺠﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻭﺳﺆﺍﻟﻪ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ‌ ﻳﻮﻣﺊ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻻ‌ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﻣﺎ ﺗﺤﻔﻆ ﻓﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﺬﻫﺐ إﻣﺎﻣﻚ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻓﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ؟ « ﻭﻻ‌ ﻳﻘﻞ » ﺍﺫﺍ ﺃﺟﺎﺑﻪ : ﻫﻜﺬﺍ ﻗﻠﺖ ﺃﻧﺎ، « ﺃﻭ » ﻛﺬﺍ ﻭﻗﻊ ﻟﻲ، ﻭﻻ‌ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ : ﺃﻓﺘﺎﻧﻲ ﻓﻼ‌ﻥ، ﺃﻭ ﺃﻓﺘﺎﻧﻲ ﻏﻴﺮﻙ ﺑﻜﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ، ﻭﻻ‌ ﻳﻘﻞ إﺫﺍ ﺍﺳﺘﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﺭﻗﻌﺔ : إﻥ ﻛﺎﻥ ﺟﻮﺍﺑﻚ ﻣﻮﺍﻓﻘًﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﺟﺎﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺎﻛﺘﺒﻪ، ﻭإﻻ‌ ﻓﻼ‌ ﺗﻜﺘﺐ » .

 (ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺘﻲ) (ﺹ : 168) .

وقال أيضا ﺣَﺪَّﺛَﻨِﻲ ﻣُﺤَﻤَّﺪُ ﺑْﻦُ ﻋلﻰ ﺍﻟﺼُّﻮﺭِﻱُّ، ﻗَﺎﻝَ: ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﻋَﺒْﺪَ ﺍﻟْﻐَﻨِﻲِّ ﺑْﻦَ ﺳَﻌِﻴﺪٍ ﺍﻟْﺤَﺎﻓِﻆَ، ﻳَﻘُﻮﻝ ُ: ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﺃَﺑَﺎ ﺑَﻜْﺮ ٍ: ﻣُﺤَﻤَّﺪَ ﺑْﻦَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟْﺄَﺩْﻓَﻮِﻱُّ ﺍﻟﻨَّﺤْﻮِﻱُّ، ﻳَﻘُﻮﻝ ُ:« ﺍﺫَﺍ ﺗَﻌَﻠَّﻢَ ﺍﻟْﺎﻧْﺴَﺎﻥُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻌَﺎﻟِﻢِ، ﻭَﺍﺳْﺘَﻔَﺎﺩَ ﻣِﻨْﻪُ ﺍﻟْﻔَﻮَﺍﺋِﺪَ، ﻓَﻬُﻮَ ﻟَﻪُ ﻋَﺒْﺪٌ، ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺗَﻌَﺎﻟَﻰ :{ﻭَﺍﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻟِﻔَﺘَﺎﻩُ} [ﺍﻟﻜﻬﻒ: 60]، ﻭَﻫُﻮَ ﻳُﻮﺷَﻊُ ﺑْﻦُ ﻧُﻮﻥٍ، ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﻜُﻦْ ﻣَﻤْﻠُﻮﻛًﺎ ﻟَﻪُ، ﻭَإﻧَّﻤَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻣُﺘَﻠْﻤِﺬًﺍ ﻟَﻪُ، ﻣُﺘَّﺒِﻌًﺎ ﻟَﻪُ، ﻓَﺠَﻌَﻠَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺘَﺎﻩُ ﻟِﺬَﻟِﻚَ » .

(ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻪ له) (197/2).

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق