الاثنين، 16 سبتمبر 2013
هكذا كان توقير السلف لعلمائهم
◄ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ عبدالرحمن ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲُّ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - : »ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢُ ﻛﺮﻳﻤﺎً ﺑﻤُﻼﻗﺎﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻠﻤّﺎ ﺻﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻜُﺘُﺐ ، ﺻﺮﺕَ ﺗَﺠﺪُﻩُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ».
◄وقال أبومحمد بن حزم - رحمه الله - : »لا آفةَ على العلوم وأهلها أضرُّ من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ويظنّون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقدّرون أنهم يصلحون »
◄وقال الإمام الحافظ ابن القيم - رحمه الله - : » إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم ، طالب للدليل ، محكم له ، متبع للحق حيث كان ، وأين كان ، ومع من كان ، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك ؛ فإنه يخالفك ويعذرك . والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة ، وذنبك : رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب ، فإن الآلاف المؤلفة منهم ؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم ».
◄وﻋﻦ ﺍﺑْﻦَ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪ ُ ﻋَﻨْﻬُﻤَﺎ ﺃَﻧَّﻪُ ﻗَﺎﻝَ: « ﻣَﻜَﺜْﺖُ ﺳَﻨَﺔً ﺃُﺭِﻳﺪُ أﻥ ﺃَﺳْﺄَﻝَ ﻋُﻤَﺮَ ﺑْﻦَ ﺍﻟﺨَﻄَّﺎﺏِ ﻋَﻦْ ﺁﻳَﺔٍ، ﻓَﻤَﺎ ﺃَﺳْﺘَﻄِﻴﻊُ أﻥ ﺃَﺳْﺄَﻟَﻪُ ﻫَﻴْﺒَﺔً ﻟَﻪ» .
◄ﻭﻋَﻦِ ﺍﻟﺸَّﻌْﺒِﻲِّ، ﻗَﺎﻝَ : ﺫَﻫَﺐَ ﺯَﻳْﺪُ ﺑْﻦُ ﺛَﺎﺑِﺖٍ ﻟِﻴَﺮْﻛَﺐَ ﻭَﻭَﺿَﻊَ ﺭِﺟْﻠَﻴْﻪِ ﻓِﻲ ﺍﻟﺮِّﻛَﺎﺏِ، ﻓَﺄَﻣْﺴَﻚَ ﺍﺑْﻦُ ﻋَﺒَّﺎﺱٍ ﺑِﺎﻟﺮِّﻛَﺎﺏِ، ﻓَﻘَﺎﻝ َ: ﺗَﻨَﺢَّ ﻳَﺎ ﺍﺑْﻦَ ﻋَﻢِّ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠَّﻪِ، ﻗَﺎﻝَ : « لا ﻫَﻜَﺬَﺍ ﻳُﻔْﻌَﻞُ ﺑِﺎﻟْﻌُﻠَﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﻜُﺒَﺮَﺍﺀُ » .
◄ﻭﻋﻦ ﺍﺩْﺭِﻳﺲُ ﺑْﻦُ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟْﻜَﺮِﻳﻢِ، ﻗَﺎﻝ َ: ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻲ ﺳَﻠَﻤَﺔُ ﺑْﻦُ ﻋَﺎﺻِﻢٍ : ﺃُﺭِﻳﺪُ ﺍﻥ ﺍﺳﻤﻊَ ﻛِﺘَﺎﺏَ ﺍﻟْﻌَﺪَﺩِ ﻣِﻦْ ﺧَﻠَﻒٍ، ﻓَﻘُﻠْﺖُ ﻟِﺨَﻠَﻒٍ : ﻗَﺎﻝ َ: ﻓَﻠْﻴَﺠِﺊْ، ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺩَﺧَﻞَ ﺭَﻓَﻌَﻪُ ﻟِﺄَﻥْ ﻳَﺠْﻠِﺲَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺼَّﺪْﺭِ، ﻓَﺄَﺑَﻰ، ﻭَﻗَﺎﻝ َ: ﻟَﺎ ﺃَﺟْﻠِﺲُ ﺍﻟَّﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻚَ، ﻭَﻗَﺎﻝ َ: ﻫَﺬَﺍ ﺣَﻖُّ ﺍﻟﺘَّﻌْﻠِﻴﻢِ، ﻓَﻘَﺎﻝَ ﻟَﻪُ ﺧَﻠَﻒٌ : ﺟَﺎﺀَﻧِﻲ ﺃَﺣْﻤَﺪُ ﺑْﻦُ ﺣَﻨْﺒَﻞٍ ﻳَﺴْﻤَﻊُ ﺣَﺪِﻳﺚَ ﺃَﺑِﻲ ﻋَﻮَﺍﻧَﺔَ، ﻓَﺎﺟْﺘَﻬَﺪْﺕُ ﺍﻥ ﺃَﺭْﻓَﻌَﻪُ، ﻓَﺄَﺑَﻰ ﻭَﻗَﺎﻝ َ: « ﻟَﺎ ﺃَﺟْﻠِﺲُ ﺍﻟَّﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﻳَﺪَﻳْﻚَ، ﺃُﻣِﺮْﻧَﺎ ﺍﻥ ﻧَﺘَﻮَﺍﺿَﻊَ ﻟِﻤَﻦْ ﻧَﺘَﻌَﻠَّﻢَ ﻣِﻨْﻪُ ».
◄ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑْﻦ ﺣﻤﺪﻭﻥ ﺑْﻦ ﺭُﺳْﺘُﻢ : ﺳَﻤِﻌْﺖُ ﻣُﺴﻠْﻢِ ﺑْﻦ ﺍﻟﺤَﺠّﺎﺝ ﻳَﻘُﻮﻝُ ﻟﻠﺒﺨﺎﺭﻱ :« ﺩﻋﻨﻲ ﺃﻗﺒﻞ ﺭﺟﻠﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫﻳﻦ ﻭﺳﻴﺪ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻭﻃﺒﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﻋﻠﻠﻪ ».
◄ﻗال ﻋﻠﻰ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :» ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻻ ﺗﻜﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺆﺍﻝ، ﻭﻻ ﺗﻌﻨﺘﻪ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺃﻥ ﻻ ﺗﻠﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺫﺍ ﻛﺴﻞ ﻭﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﺍﺫﺍ ﻧﻬﺾ، ﻭﻻ ﺗﻔﺸﻴﻦ ﻟﻪ ﺳﺮﺍ، ﻭﻻ ﺗﻐﺘﺎﺑﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺃﺣﺪﺍ، ﻭﻻ ﺗﻄﻠﺒﻦ ﻋﺜﺮﺗﻪ، ﻭﺍﻥ ﺯﻝ ﻗﺒﻠﺖ ﻣﻌﺬﺭﺗﻪ، ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻥ ﺗﻮﻗﺮﻩ ﻭﺗﻌﻈﻤﻪ ﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﻳﺤﻔﻆ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺗﺠﻠﺴﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻭﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﺍﻟﻰ ﺧﺪﻣﺘﻪ ».
◄ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ : » ﻭﺣﻘﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﺎﻟﻤﺎ أﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹﺟﻼﻝ ﻭﻳﻨﺼﺖ ﻟﻪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﺟﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﺗﻔﻬﻤﺎً ﻭﻻ ﺗﻌﻨﺘﺎً ﻭﺑﻘﺪﺭ إﺟﻼﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﻪ ».
◄ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ :» ﻭَﺍﺫَﺍ ﺧَﺎﻃَﺐَ ﺍﻟﻄَّﺎﻟِﺐُ ﺍﻟْﻤُﺤَﺪِّﺙَ ﻋَﻈَّﻤَﻪُ ﻓِﻲ ﺧِﻄَﺎﺑِﻪِ ﺑِﻨِﺴْﺒَﺘِﻪِ ﺍﻳَّﺎﻩُ ﺍﻟَﻰ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢِ، ﻣِﺜْﻞَ ﺍﻥ ﻳَﻘُﻮﻝَ ﻟَﻪُ: ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﻌَﺎﻟِﻢُ، ﺃَﻭْ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟْﺤَﺎﻓِﻆُ، ﻭَﻧَﺤْﻮَ ﺫَﻟِﻚَ».
◄ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ :» ﻋﻠﻴﻪ أﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﻫﻠﻴﺘﻪ ﻭﺭﺟﺤﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻘﺘﻪ ﻓﺎﻧﻪ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ﺑﻪ».
(ﺃﺩﺏ ﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻔﺘﻲ) (ﺹ : 168) .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق