طريقة تَعَلُم العلم فائدة من مقدمة العلامة ابن خلدون رحمه الله
يقول – رحمه الله تعالى - " فصل في وجه الصواب في تعلم العلوم وطريق إفادته أعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدرج شيئا فشيئا، قليلا قليلا يلقي عليه.
أولا مسائل من كل باب في الفن هي أصول ذلك الباب ، إذ الأصل ما يبنى عليه غيره ويقرِّب له في شرحها على سبيل الإجمال، ويراعي في ذلك قوة عقله - يعني قوة عقل المستمع وقوة إدراكه - واستعداده لقبول ما يورده عليه هل عنده استعداد أو لا؟
· الإفادة لابد أن تكون ويشترط فيها صلاح المَحَل.
· خلوه من الضد, لابد أن يصادف محَلا قابلا وخاليا من الضد، ما يمكن إذا كان يوجد الضد فلا يمكن أن يجتمع الضد مع الضد إذ الأضداد لا تجتمع.
· واستعداده لقبول ما يورده عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن.
وعند ذلك يحصل له ملكة - أي الطالب - في ذلك العلم - أي الذي درس- إلا أنها جزئية وضعيفة لماذا هي جزئية وضعيفة؟ لأنها على سبيل الإجمال غايتها أنها هيئته لفهم الفن وتحصيل مسائله - هيأت المكان هيأت الطالب ليتقبل-.
قال: ثم يرجع به أي بالطالب إلى الفن ثانية فيرفعه في التلقين -يرفع الطالب في تلقينه- عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفي الشرح والبيان ويخرج عن الإجمال ما هو يبتعد ويتفرع إنما يشرح ويبين بحيث الطالب يستوعب استيعابا تاما ويخرج عن الإجمال ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود مَلَكَةُ الطالب مَلَكَته تكون جيدة أحسن من الأولى ثم يرجع به وقد شّدَا قوي الطالب تحَسَّن فهم ذهنه صار وقَّاد ما تصل به المرحلة الثالثة ويحتاج منك أن تشرح له معنى توحيد الأولوهية مثلا مع أهميته لأن هذا يأخذه ابتداء,وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك يعني ليس بالضرورة أن الكل في ثلاثة مراحل.
قال: ثم يرجع به وقد شَدى فلا يترك عويصًا ولا مبهماً ولا منغلقا إلا وضحه وفتح له مُقفله فيخلُص من الفن وقد استولى على مَلَكَته.
قال: وهذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيتَ يحصل في ثلاث تكرارات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق