الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أنواع التزكية لطالب العلم حتى يدرّس العلم



قال الشيخ عبيد الجابري :

 
وأنَّ العلم لا يُؤْخَذُ عن كلِّ من طلع وظهر وطلع على الساحة وراجع الناس, بل لابُدَّ من التزكية, ويُروى عن الإمام مالك – رحمه الله – قال: "ما أفتيت حتى أَذِن لي سبعون من مشايخي, قيل: ولو لم يأذنوا لك, قال: ما أفتيت".
وهذه التزكية تكون بطريقيْن أو ثلاثة؛
الأول: النصّ من العلماء المعتبرين المشهود لهم بالاستقامة على السُّنة, والرّسوخ في العلم, على أن هذا المرء صالحٌ لأخذِ العلم عنه, كما ينصُّون على منهجِيَّته وأنه على السُّنة.
الثاني: أن يشتهر بين أهل العلم المعاصرين والفضلاء بأنه يبني تعليمه وأحكامه على الأدلة من الكتاب والسُّنة وعلى فهمِ السَّلف الصالح، وأنه لم يعمد فيما بلغ هؤلاء العلماء والفضلاء عنهم إلى الغرائب والمفاريد والشواذ من القواعد والأصول والأقوال، فتقريراته كلُّها سُنيَّة محضة.
الثالث: أن يُزكِّيه علمه المنشور عنه من خلال كُتبِه التي أملاها لسانه، وسطَّرها جَنانُه، ولم يُنقل عنه سوى ذلك.
الرَّابع: أن يستمر على النزاهة والصفاء في علمه ولم يعرض له جرح من جارحٍ أثبت جرحه أو خالف بورود شواذ ومفاريد وغرائب، فهذه جرح تُسقط الرجل، فالرجل يُسقطه ويوجب الحذر منه وإن كان صاحب سُنَّة كثرة هذه الأشياء – الغرائب والمفاريد والشواذ، تأسيسات الأصول الفاسدة والقواعد الباطلة التي لم يُعهد لها نظيرٌ عند السَّلف، كما تُسقطه البدعة، وقد جُرَّب عبر تاريخ؛ أنَّ كُلَّ من تَتَرَّسَ بأهل العلم، وتَمَسَّح بهم حتى حصل على تزكياتهم، مُتستِّرًا بذلك أنَّ الله يفضحه، ويهتك ستره، ويكشِفُ عن حاله.
 

موقع ميراث
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق