الحَنِيفِية هي ملة إبراهيم عليه السلام
الحنيفية: اسم أنَّ، وملة إبراهيم: إما بدل، وإما عطف بيان من الحنيفية, كأنك تقول أن الحنيفية يعني ملة إبراهيم أو أن الحنيفية التي هي ملة إبراهيم.
والحنيف: مُشتق من الحَنَف.
والحنف هو: الميل من الضلالة إلى الاستقامة ،يقابل الحنف الجَنَف (بالجيم).
الجنف هو: الميل من الاستقامة إلى الضلالة.
فالحنيف: إذن هو المائل عن الضلالة وأعظم ضلالة هي الشرك ، حنف عن الشرك وعن الضلالة ومال قصدا إلى التوحيد ، فهو ما مال وحاد عن الضلالة إلا وهو يقصد التوحيد كما قال الله - جلَّ وعلا-: ﴿ قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا﴾ [النحل:120] وقال- جلَّ وعلا-: ﴿حَنِيفًا مُّسْلِمًا﴾ [آل عمران:67] وتُجمع هذه الكلمة على حنفاء كما قال الله- جلَّ وعلا -: ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّـهِ﴾ [الحج:30/31]
والعرب تسمي كل من حج بيت الله الحرام أو اختتن أنه حنيف أي متبع لملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام, فملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي الحنيفية، وهذه الحنيفية هي التي مالت عن الشرك إلى التوحيد، وهذه الحنيفية التي كان عليها إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-هي التي كان عليها جميع الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كانوا يعبدون الله - جل في علاه - ويدعون قومهم وأممهم إلى عبادته وحده ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]
مستفاد من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 04 | للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق